يعتبرالحزب الشيوعي اللبناني من أقدم الاحزاب اللبنانية وساهم في الحياة السياسية اللبنانية على مدى عقود من الزمن ومنذ تأسيسه في العام 1924 جمع الحزب نخبا كبيرة من المثقفين والجامعيين والكتاب والصحفيين والمهنيين واستطاع الحزب أن يضم إلى صفوفه أعضاء من كافة الطوائف اللبنانية وساهم إلى حد كبير في معالجة بعض القضايا العمالية والمطلبية خلال تلك الفترة .
شارك الحزب بفعالية كبيرة في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي في لبنان ضمن صفوف جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وكان من أوائل الاحزاب التي واجهت الاحتلال الاسرائيلي للبنان منذ العام 1978 وأبلى بلاء حسنا في مواجهة الاجتياح الاسرائيلي لبيروت في العام 1982 .
التطورات السياسية والاجتماعية التي شهدها لبنان والتغيرات السياسية التي أعقبت اتفاق الطائف أدت إلى انكفاء الحزب على المستوى الشعبي والحضور السياسي ما أدى الى حالة من الاعتراض والتذمر على المستوى الداخلي فشهدت أروقة الحزب الداخلية انتفاضات عدة على القيادة الحالية لا تزال حتى اليوم حيث ظهرت بشكل واضح في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حيث تشهد هذه المواقع
سجالًا حادا بين عدد من قياديي الحزب الشيوعيّ اللبنانيّ وكوادره حول جملةٍ من القضايا السياسيّة والتنظيميّة التي عادت لتثير الخلافاتِ والتوتّراتِ داخل هيئات الحزب القياديّة ومنظّماته المختلفة.
ولعل من جملة الاسباب للأزمة الحالية التي يعانيها الحزب هو الاصطفاف الذي لجأ إليه خلال الازمة السياسية في لبنان واتخاذه جانب قوى 8 اذار للتعبير عن رؤاه السياسية ما ادى الى انكفاء إضافي في حرته السياسة والاجتماعية في الشارع اللبناني خصوصا بعد الإلتحاق بحزب الله وسياسته بشكل مباشر وبالتالي حصول الحزب على الدعم المالي واللوجستي من حزب الله ما جعلة مرتهنا لخيارات الحزب وقراراته السياسية .
الدكتور محمد علي مقلد الشيوعي السابق والناشط في الحركة اليسارية اعتبر في حديث لموقع لبنان الجديد ان اسباب الازمة الحالية في الحزب الشيوعي هي أن الحزب فقد قضيته لان القضية كانت بناء الاشتراكية وعند انهيارها مع انهيار الاتحاد السوفياتي انهارت هذه القضية .
أما في لبنان فقد كانت قضية الحزب الشيوعي هي الاحتلال الاسرائيلي ولذلك استمر الحزب في لبنان بسبب هذه القضية وحين انتزعت هذه القضية من الحزب حصل ما يشبه التفكك والانهيار ما ادى الى خروج الحزبيين وعودتهم من حيث أتوا الى التنظيمات الاخرى وهذه ليست أزمة الحزب الشيوعي وحده .
أما الخروج من هذه الأزمة فاعتبر الدكتور مقلد ان الخروج من الازمة لا يتم إلا بإعادة صياغة قضية والقضية الوحيدة اليوم هي قضية بناء البلد والوطن و الدولة وبالطبع من حق كل حزب أن ينظر تاليا للمشاريع الأبعد نظريا .
الشيوعي القديم الاعلامي محمد أبي رعد تحدث الى موقعنا مشيرا الى ان الازمة الحالية ليست الاولى ولن تكون الاخيرة والسبب بنيوي على صعيد الاحزاب الشيوعية في العالم والازمة الحالية هي بسبب التداعيات العالمية والمحلية والتطورات الجديدة في لبنان والمنطقة والتي لم يستطع الحزب مواكبتها بدقة فتحول الحزب من حزب يمثل حضور لافت الى أقل فاعلية  .
ويشار الى ن الحزب يعكف حاليا على إجراءات تنظيمية عدة للخروج من هذه الأزمة ومن ضمن هذه الإجراءات مبادرة الامين العام الى تشكيل لجنة لدراسة الأزمة وأسبابها وقد تم تأجيل مؤتمره السنوي لهذه الغاية وللوقوف أكثر حول هذا الموضوع اتصلنا بالامين العام للحزب الاستاذ خالد حدادة إلا أنه لم يشأ الحديث عن الأمور الداخلية للحزب في وسائل الإعلام مكتفيا بالقول أن هذه المسائل نعالجها داخليا .
وتجدر الاشارة إلى أن الحلول شبه معدومة نظرا للسجالات الحادة داخل الحزب حيث حيثتم رفض اسماء اللجنة التي تقدم بها الامين العام كونها جاءت من لون واحد وليست لجنة محايدة  .