21 آذار..عيد للأمهات، للإحتفال بتكريمهن حيث نرى محلات بيع الورود تعج بالزائرين في هذا اليوم من كل عام لأجل هدية تفرح قلب أم، لكن هل يعلم احدا كيف بدأ الإحتفال بعيد الأم؟ سؤال نجيب عنه، ربما يصبح العيد في ذهننا اكثر من مجرد يوم 21 آذار وهدية، فهذا العيد هو أكثر من تكريم إنما هو عبارة عن ترابط قوي بين الأم وابنائها وتقديم شيئا بسيطا لشكر الأم على تضحياتها التي لا تقدر بثمن ورغم ان 21 آذار هو تاريخ للإحتفال بالأم في العالم العربي إلا أن في البلاد الأوروبية يختلف هذا التاريخ فالنرويج تقيمه في 2 فبراير، و الأرجنتين تقيمه في 3 أكتوبر، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم 1 مايو. وفي الولايات المتحدة يكون الاحتفال في الأحد الثاني من شهر مايو من كل

عام) فأول احتفال بعيد الأم كان سنة 1908 عندما أقامت "آنا جارفيس" ذكرى لوالدتها في أمريكا وبدأت القيام بعدة حملات لجعل عيد الأم معترف به في الولايات المتحدة ونجحت وفي سنة 1912 أسست الجمعية الدولية لعيد الأم وبعد الإحتفالات التي نشأت في الولايات المتحدة استمدت مدن أخرى وثقافات مختلفة فكرة الإحتفال بهذا العيد واعتمدته لكن كيف تم تحديد 21 آذار عيد للأم؟ طرح الصحفي المصري الراحل علي أمين – مؤسس جريدة أخبار اليوم مع اخيه مصطفي امين فكرة الإحتفال في عيد الأم بمقاله اليومي فقال "لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه ‘يوم الأم’ ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق." ثم حدث أن قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل مصطفى

أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من اجل أولادها، حتى استقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير “فكرة” يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها، وكان أن انهالت الخطابات عليهما تشجيعا للفكرة، لكن الآراء انقسمت حول تحديد اليوم فاقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها تقرر أن يكون يوم 21 مارس عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع ؛ كي يكون رمزًا للتفتح والصفاء

والمشاعر الجميلة. وبذلك أصبح هذا اليوم 21 آذار عيدا للأم في كل المشرق العربي وفي لبنان ايضا وتقديس الأبناء للأمهات دعوة ورسالة أوصت به الديانات على إختلافها فالإسلام ذكر في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تنهي الولد عن معصية أهله وأمه وتذكيره بعواقب أن يكون عاقا لهما : ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا* وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا* وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا﴾ (مريم: 30-32). 2- {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} كما أن الإنجيل المقدس أمر الإنسان بالإهتمام بالأم وذكره بما عانته ليكون في هذه الدنيا: 1-اكرم اباك بكل

قلبك ولا تنس مخاض امك" (سفر يشوع بن سيراخ 7: 29) 2-"أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ" (سفر الخروج 20: 12) ولا بد أن أن الترابط الأسري وإهتمام أفراد الأسرة والإلتفاف حول بعضهم هو من تأثير الأم ( الام بتلم )، وشقائها وتعبها في فناء عمرها لأجل أولادها، وكما قال احدهم :" الإم عمود البيت إذا راحت انكسرت الحنيي وتفككت العائلة" ويقول آخر:"

الإم هيي اللي بتجمع العائلة وهيي الوحيدة اللي بتحبني بدون مقابل،وجودها بطمني وبحسسني بالأمان والحنيي". وليست الجنة فقط تحت أقدام الأمهات كما قال الرسول إنما هي مفتاح الرضا والتوفيق في الحياة أيضا.