بعد ما أثارت تصريحات علي يونسي وزير المخابرات السابق في حكومة الرئيس خاتمي ومستشار الرئيس روحاني حالياً في شؤون القوميات والأقليات، حول الامبراطورية الفارسية وعاصمتها العراق، موجة من الردود الساخطة عراقياً وعربياً، اضطرّ الأخير للإدلاء بتوضيحات، تعكس إعادة نظره من تصريحاته المثيرة السابقة. قال علي يونسي يوم 8 من شهر الجاري خلال مؤتمر الهوية الإيرانية التي انعقدت في طهران، بأن العراق ليس الآن نطاقاً لنفوذنا الحضاري فحسب، بل إنه هويتنا وثقافتنا ومركزنا وعاصمتنا، كما كان سابقاً ودوماً. وعلّل يونسي ادعائه هذا بـ"أن إيران والعراق لا يقبلان الفصل جغرافيا كما لا يقبلان الانفصال ثقافياً، فعليه لا بدّ لنا أن نتقاتل أو نتوحد".

وبالرغم من أن وزير المخابرات السابق، لم يوضح فكرته إلا أن ما تفوه به كان كافياً لإثارة التخيلات، والتفسيرات والتأويلات، احداها تدعي بأن يونسي يقصد الفترة التي كانت مدينة تيسفون -المدائن الحالية- عاصمة للدولة الإيرانية الملكية. وأكد يونسي على دعم إيران للعراق وبل جميع شعوب المنطقة، قائلاً إن إيران تدافع عن تلك الشعوب أمام التكفير والإلحاد، والعثمانية الجديدة، والوهابية والغرب والصهيونية. وبعد إدانة وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري لتلك التصريحات وتأكيده على سيادة العراق الكاملة واستقلاله، حاول مستشار الرئيس الإيراني، أن يخفف من حدة التداعيات، وأكد على أنه لم يكن يقصد من كلامه أن هناك امبراطورية فارسية، بل كان يقصد بأن هناك وحدة ثقافية بين شعوب المنطقة وليس بين الشعب الإيراني والشعب العراقي، حيث أن هناك وحدة ثقافية وتاريخية وحضارية بين إيران وأفغانستان وأذربيحان وحتى دول الخليج الفارسي. اضاف يونسي بأنه يرى بأن تلك الشعوب التي توجد بينها هذه الوحدة الثقافية والحضارية، تتمكن من التضامن والتعاون من أجل الصمود أمام أطماع الأجانب التوسعية.

وأكد وزير المخابرات السابق، على أنه لم يكن يقصد الإسائة إلى وحدة الأراضي العراقية وسيادتها. وفي شأن متصل وربما بسبب تلك التصريحات التي ترك أثراً سلبياً عند العراقيين، تجاه إيران، حذّر مدير العلاقات العامة في الحرس الثوري رمضان شريف، الإعلام الإيراني من نشر صور قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني من جبهات القتال في العراق، مضيفاً بأن سليماني نفسه لم يكن يرغب بنشر تلك الصور. ومن جهته طمأن رئيس لجنة الأمن القومي في المجلس الشورى الوطني الإيراني، علاء الدين بروجردي، جميع السلطات العراقية على أن تصريحات علي يونسي لا تتطابق مع السياسة الإيرانية وحمّل المسئولية على حكومة الرئيس روحاني مطالباً إياها بإتخاذ الموقف من تلك التصريحات.