يضطر العامل "حسين" أحد أبناء الضاحية الجنوبية والذي يعود متأخرا من عمله إلى ركن سيارته بعيدا عن مكان سكنه بعد الكثير من جهد البحث عن موقف لسيارته،ويقف "أبو محمد" خارج باب رزقه خوفا من أن تأتي سيارة ما فتقف حائلا بين محله وزبونا لا يجد مكانا لسيارته  فأعداد السيارات المتوقفة إلى جانب الطرقات في ازدياد ما جعل الضاحية الجنوبية تتحول لمرآب كبير دون إيجاد الحلول المناسبة لهذه المعضلة،معظم الأبنية دون مرآب للسيارات والمواقف العمومية لا تكفي هذا الكم الهائل من السيارات أما المواطن فهو مضطر لتحمل تبعات هذا الإكتظاظ وسلبياته من تضييق للطرقات ليواجه زحمة مرور يومية تجعله يفقد صبره أحيانا.

ولم يكف المواطن هذا إنما تبعته مشكلة قد تكون أكبر حجما وهي الأعمدة الحديدية التي يضعها أصحاب المحلات التجارية وحتى البلديات خوفا من عمل إرهابي قد يؤدي لتضررها ومنع ركن السيارات ولكن غفل واضعو هذه الأعمدة عن حقيقة أنها لن تفي بغرض التخلص من السيارات لأن وجودها يؤدي إلى المزيد من الزحمة وذلك يعود لإقتطاع جزء من الطريق بواسطتها وتشهد منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية أكثر ازدحام مروري،هذا وتقوم البلدية حاليا بأعمال صيانة"بتزيد الطين بلي" حسب ما يتداوله أصحاب هذه المنطقة

هذه المشكلة دفعت بنا إلى تسليط الضوء عليها وبسؤال تم طرحه على بلدية حارة حريك عن الإجراءات التي تتخذها البلدية للتخلص من هذه الأزمة أو إن كان هناك أي خطوات مستقبلية حول هذه المشكلة ولما تم وضع الأعمدة الحديدية قبل التخلص من زحمة السير؟

كان لأحد الموظفين في البلدية خلا اتصال مع موقع "لبنان الجديد" رأي شخصي حول ما يحصل فاعتبر أن هذه الأعمدة الحديدية وضعت  استثنائيا بسبب الخوف من وقوف سيارة قد تكون مفخخة من شأنها أن تؤدي لأضرار بالمحلات التجارية ولمنع ركن السيارات وأكد ان قبل وقوع التفجيرات كان على كل شخص يريد وضع   هذه الأعمدة الإستحصال على رخصة من البلدية على الرغم من أن الرخص كانت لا تعطى إلا للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة أو لمن لديهم موقف لحظة" وأفاد  أن مجرد أن يتحسن الوضع الأمني ستلجأ البلدية إلى إزالتها وأعاز زحمة السير الحالية لأسباب عدة منها :الأعمال التي تقوم بها البلدية من توجيه للسير في اتجاه واحد وتوسيع للأرصفة مضيفا أن هذه الزحمة ستنتهي بمجرد الإنتهاء من أعمال الصيانة وحول الحلول التي تعتمدها البلدية للتخفبف من زحمة السير إعتبر أن وضع  مستديرة عند تقاطع الطرق هي أحد الحلول حيث يدفع بالسير إلى اللاتوقف.

وفي اتصال مع أحد أفراد مركز شرطة حارة حريك(رفض الإفصاح عن اسمه ) أكد ان زحمة السير هي مشكلة تعاني منها كل الضاحية الجنوبية وأن هذه الأعمدة تزيد من الأزمة لكن للبلدية أولويات فحماية المحلات وأبواب رزق الناس من أي انفجار يفاجىء سكان الضاحية ويسبب أخطارا جسيمة ويوقع خسائر مادية وبشرية هي أولوية البلدية ولتخفيف زحمة السير لجأت البلدية إلى تعيين أفراد متخصصين بهذا المجال  وفي سؤال عن الخطط المستقبلية لم يؤكد وضعها لكنه أكد أنه للتخلص من هذه المعضلة على البلدية توسيع الطرقات واعتماد الأرصفة مشيرا لإستعداهم للتخلص من الأعمدة بمجرد تسلم أي بلاغ بأن الوضع الأمني جيد.  

يبدو ان الأعمدة لم تحل مشكلة ركن السيارات إنما أخذت دورها في حصول الإزدحام المروري والبلدية تسعى للاوليات غير آبهة بما يعانيه المواطن من تذمر وتعب  في إنتظار" ان يمشي السير ويجي الفرج" حسب تعبير بعض السائقين وفي سياق متصل راى صاحب ":ميني ماركت ـبو علي رحال" أن هذه الأعمدة لم تحل مشكلة ركن السيارات وزحمتها إنما زادتها ورأى بعض أصحاب المحلات التجارية انها تطمئنهم من جهة لكنها تسيء إلى وضعهم الإقتصادي من جهة أخرى.

فهل من سامع لصرخة سكان الضاحية للتخلص من الزحمة؟