لم تأت دعوة الرئيس سعد الحريري لوضع استراتيجية دفاعية لمواجهة الارهاب من دون أسبابها الموجبة وضروراتها الامنية ولم يعلن الحريري عن هذا الموقف للإستهلاك الاعلامي والسياسي لولا تلمس خطورة المرحلة على الواقع اللبناني , ولم يؤيد الأمين العام لحزب الله هذه الدعوة أيضا إلا من خلال المعطيات الأمنية المتوفرة التي حصل عليها المسؤولون اللبنانيون .
أدرك الطرفان الحريري ونصر الله خطورة المرحلة المقبلة على لبنان من الناحية الامنية مع الاخذ بعين الإعتبار الخطر الذي تمثله التنظيمات الارهابية من بينها تنظيمي داعش وجبهة النصرة .
والمعلومات المتوفرة تشير إلى تحرك غير مسبوق يقوده كل من جبهة النصرة وداعش على طول الحدود التي تربط لبنان بسوريا وأن التنظيمين المذكورين يعملان على قدم وساق للتحضير لعمليات إرهابية تستهدف لبنان مع انقضاء فصل الشتاء .
وتحدثت المعلومات أن المجموعات الارهابية هذه يصل تعدادها الى نحو ثلاثة آلاف مقاتل تتموضع في نقاط ومواقع استراتيجية وعند المفاصل الحيوية التي تربط لبنان وسوريا .
وتمتلك هذه المجموعات تمتلك ترسانة من الأسلحة، بينها دبابات ومدافع بعيدة ومتوسطة المدى وصواريخ أرض جو محمولة على الأكتاف وصواريخ مضادة للدروع، فضلاً عن مناظير ليلية، وأجهزة اتصال حديثة
.
وكان تنظيم داعش أعلن منذ أيام على صفحته على موقع توتير عما يملكه هذا التنظيم من قدرات أمنية وعسكرية عالية الدقة توازي بأهميتها قدرات جيوش بعض الدول القوية .
ونشر تنظيم داعش على حسابه هذا صورا تبين استمرار إمساكه بالمفاصل الاساسية التي تربط الحدود اللبنانية السورية من بينها إمساكه بمعبر الزمراني غير الشرعي القريب من الحدود اللبنانية السورية في منطقة القلمون  .
وكذلك الأمر مع تنظيم جبهة النصرة وهو التنظيم الأكثر نفوذاً في منطقة القلمون بقيادة أبي مالك التلي حيث يملك شبكة بنى تحتية تشمل عدداً من المغاور والأنفاق الاستراتيجية، وبعضها أمكن لمعظم أهالي العسكريين اللبنانيين الأسرى لدى النصرة أن يرصدوها بالعين المجردة خلال الرحلات التي يقومون فيها للمنطقة لتفقد أبنائهم وآخرها لذوي الرقيب أول الأسير بيار جعجع في جرود عرسال، وكانت لهم محطات في مغاور اسمنتية محصنة لا تستطيع أن تخرقها إلا أحدث الصواريخ الموجهة عبر الطيران المروحي
.
ولذلك تشير مصادر أمنية وميدانية أن معركة القلمون باتت شبه حتمية في مطلع الربيع المقبل وهذا ما تؤكده أيضا معطيات سياسية وامنية خارجية وصلت إلى لبنان مؤخرا .