يبدو من خلال تصريحات الرئيس الأمريكي أوباما والمرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي، أن اللحظة المصيرية قد حانت، سواء بتوقيع الإتفاق، أو بفشل المفاوضات.

وفي اللحظة الراهنة كلا من الطرفين يحاول أن يرمي بالكرة إلى ملعب الآخر، ويُظهر بأنه لم يتوان عن أي جهد من أجل إنحاج المفاوضات، وبقي الكلام للطرف الآخر حتى يقرر مصير المفاوضات.

وفي يوم الاثنين الماضي صرح المرشد الأعلى خامنئي بأن عدم الحصول على اتفاق مع الدول الست، أفضل من الحصول على اتفاق سيئ، مضيفا بأن أي اتفاق مع الغرب ينبغي أن يكون واضحاً وغير قابل للتأويل، وأن يشمل رفع العقوبات.

وأعرب خامنئي عن رفضه لفكرة فصل العموميات عن التفاصيل في المفاوضات النووية والحصول على الإتفاق خلال مرحلتين، قائلاً : إذا يريدون الحصول على الإتفاقية، يجب عليهم مناقشة العموميات والتفاصيل في اجتماع واحد وتوقيع الإتفاقية.

وبعد يوم، تحدث أوباما عن تخفيف الخلافات بين الطرفين، خلال المفاوضات ووضوح إطار الإتفاقية مضيفا بأن الحصول على الإتفاق لم يعد مسألة فنية، بل أصبح مربوطاً بإرادة إيران السياسية.

والردّ على طلب أوباما هذا، جاء مسبقاً في كلام المرشد الأعلى الإيراني، عند ما أظهر جدية إيران في الحصول على الإتفاق، وعدّ العديد من الأعمال التي قامت إيران، بفعلها تطميناً للطرف الآخر، من أمثال وقف توسيع أجهزة الطرد المركزي، وفق التخصيب بمستوى 20 في المائة، وتجميد أنشطة مفاعل أراك وفوردو، مما يثبت جدية إيران، ولم يفته أن يشير إلى قبول إيران بالقرار الأممي رقم 598 كخطوة عقلانية منطقية، رغم خطورة الإشارة إلى تلك القضية التي يتنصل المحافظون من تشبيهها بالقضية النووية.

إشارة المرشد الأعلى إلى القبول بالقرار الأممي رقم 598 الذي عبر عنه الإمام الخميني بتجرع السمّ، دليل واضح على جدية إيران في الحصول على الإتفاق، كما تأكيده على إنجاز الإتفاقية في جلسة واحدة والتسرع في إغلاق الملف النووي، دليل آخر وأوضح على ذلك. ولكنه في نفس الوقت يبدي قلقه من تداعيات أي إتفاق سيئ، يضر بالمصالح الإيرانية.

وفي السياق نفسه، ردّ الرئيس الإيراني حسن روحاني على كلام ديويد كوهن نائب رئيس الإستخبارات الأمريكية، الذي صرح بأن الإيرانيين وصلوا إلى طريق مسدود نتيجة العقوبات،قائلاً لو أدت العقوبات حقاً إلى إخضاع الشعب الإيراني، فلما ذا لا تستمرون بها؟ 

ووجه روحاني نقداً عاصفياً لمعارضي مسار المفاوضات النووية في الداخل مصنفاً إياهم والصهاينة في اتجاه واحد، مما يعطي دليلاً على أن الإتفاق النووي، وشيك جداً كما أن الإيرانيين جديون في الحصول عليه.