ما زالت أزمة النزوح السوري إلى لبنان تتوالى  فصولا وتتكشف يوما بعد يوم فصول جديدة من هذه الأزمة وباتت هذه الأزمة تلقي بثقلها على مستويين الاول على الشعب السوري والنازحين السوريين أنفسهم والثاني على الدولة اللبنانية وأجهزتها الامنية والاجتماعية والإقتصادية , و شكل النزوح السوري الى لبنان ومنذ اندلاع الازمة في سوريا الى يومنا هذا مادة للسجال الإعلامي والسياسي نظرا لما سببه هذا النزوح من ازمات اجتماعية وأمنية وإقتصادية على الواقع اللبناني وكان آخرها السجال الذي حصل مع بدء تطبيق الإجراءات التي  أقرها الأمن العام اللبناني على الحدود السورية ومع تردي حال الطقس في لبنان ووصول العاصفة زينة التي قلبت حياة النازحين إلى معاناة جديدة لم يسبق لها مثيل .
  واعلنت الأمم المتحدة، أمس، أنّ اللاجئين السوريين باتوا يشكلون أكبر مجموعة لاجئين حول العالم، يتوزعون على أكثر من 100 دولة، متجاوزين بذلك عدد اللاجئين الأفغان والفلسطينيين.
وقالت «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين»، التابعة للأمم المتحدة، في تقرير لها، إنّ عدد اللاجئين ارتفع بحوالي 704 آلاف شخص في الأشهر الستة الأولى من السنة الماضية، إذ بات عددهم يتجاوز الثلاثة ملايين، متوقعة أن يصل العدد إلى أكثر من 4,27 مليون شخص مع نهاية العام الحالي.
وأوضحت أنه «مع زيادةٍ بحوالي 325 ألف سوري في لبنان، خلال النصف الأول من العام الماضي، تخطى عدد اللاجئين المسجلين في لبنان عتبة 1,1 مليون لاجئ»، مشيرة إلى أنّ لبنان انتقل من المرتبة 69 للدول التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين، إلى المرتبة الثانية في غضون ثلاث سنوات ونصف السنة.
وفي سياق متصل، قالت ممثلة مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان نينات كيلي إن عملية تقديم مساعدات الشتاء شكلت تحدياً لوجستياً كبيراً، لضمان الدفء والحماية للاجئين طوال أشهر الشتاء، «ولنوفر لهم الموارد الكافية لتحمل العواصف الشديدة»، مشيرة الى انه لا يزال العديد من اللاجئين يواجهون ظروفاً صعبة للغاية.
وأضافت: على الرغم من كل الجهود التي نبذلها، لا يزال الوضع في لبنان غير مستقر بالنسبة الى اللاجئين نظراً للظروف السيئة التي يعيشون فيها، ولكونهم موزعين على الاراضي اللبنانية كافة.
وفي ظل العجز الدولي عن احتواء أزمة النزوح السوري الى لبنان والعجز عن الوفاء بالوعود التي اطللقها المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في احتواء هذه الأزمة والعجز الواضح للدولة اللبنانية عن استيعاب الأعداد الكبيرة للنازحين تستمر المعاناة ويدفع النازحون وحدهم والشعب السوري وحده فاتورة الاحداث التي عصفت بسوريا والتي لم يُعلم بعد كيف ستنتهي .
في المقابل يدفع لبنان والدولة اللبنانية وحدها ودون معونة المجتمع الدولي الذي يتنصل دائما من التزامته وتعداته تجاه المساعدات للنازحين السوريين تدفع وحدها ثمن هذه الأزمة امنيا واجتماعيا واقتصاديا وبات ملف النازحين السوريين في لبنان من الملفات الاساسية التي تتابعها الدولة بكامل أجهزتها مع تسجيل عجز كبير في في معالجة كل المشكلات الناتجة عن هذه الأزمة .
وعلى هذا الصعيد سجل في اليومين الماضيين ملاحظات عدة حول الاجراءات التي اتخذها الامن العام اللبناني على الحدود اللبنانية اضطرت عددا من المسؤولين اللبنانيين للتوضيح ان هذه الاجراءات شكلية ولا تمس النازحين السوريين بأية إجراءات سلبية .
وقال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لصحيفة السفير  إن التدابير المتخذة على الحدود لا تشمل النازحين الذين يحملون بطاقة «لاجئ» والمسجلين على لوائح مفوضية شؤون اللاجئين، لافتاً الانتباه الى ان هذه البطاقة تحصن اللاجئ السوري داخل الاراضي اللبنانية، لكنه إذا غادر الى بلاده وقرر العودة مجدداً فسيكون عليه ان يخضع للإجراءات المستحدثة وان يحدد سبب عودته.
ونفى الوزير درباس أي طابع عنصري للتدابير التي بوشر في تنفيذها على الحدود لتنظيم دخول السوريين الى لبنان، مشدداً على ان المقصود منها وقف النزوح «الذي لم يعُد بمقدورنا تحمّل ضغوطه الاجتماعية والاقتصادية، مع الأخذ بعين الاعتبار الحالات الإنسانية الاستثنائية».
وتساءل: أين الخطأ في أن نطلب تحديد الهدف من الزيارة مرفقاً بالأوراق الثبوتية الضرورية، ليُمنح مقدم الطلب الإذن بالدخول او يُحجَب عنه؟ أليس هذا من أبسط واجبات الدولة؟
, ثم جاءت العاصفة زينة لترفع من مستوى المعاناة وقد سجل على هذا الصعيد محاصرة مجموعة من النازحين في مرتفعات جبل الشيخ، بعدما غادروا بلدتهم بيت جن بسوريا قاصدين بلدة شبعا عبر هذه المرتفعات، في ظل حرارة متدنّية تراوحت ما بين 5 و8 تحت الصفر، مما أدى الى وفاتهم، بينما نجا نازح رابع، كان برفقتهم.
وقضت النازحة الطفلة هبة عبد الغني (10 سنوات)، في أحد مخيمات عرسال، فيما أدخل عشرات الاطفال السوريين الى مستشفيات البقاع، نتيجة معاناتهم من نزلات برد حادة.
وأمضى حوالي 140 الف نازح سوري، يتوزعون على 835 مخيماً في منطقة البقاع، يومهم أمس وهم يزيلون الثلوج عن خيمهم، خوفاً من انهيارها.
ولذلك شكل ملف النزوح السوري ازمات جديدة تضاف إلى سجل الازمات التي يعاني منها لبنان بالاصل و خصوصا تلك الازمات المتعلقة بالماء والكهرباء والاقتصاد والشؤون الاجتماعية وغيرها وكانت الدولة اللبنانية وما زالت عاجزة عن تامين مستلزمات الحياة للبناني نفسه فكيف باستضافة عدد كبير من النازحين الذي تجاوز عدده نصف عدد الشعب اللبناني نفسه , كل ذلك ووعود المجتمع الدولي بالمساعدة لم تنفذ بعد الامر الذي يزيد معاناة النازحين وازمات الدولة اللبنانية بنفس المستوى  .