ببراءة الذئب من دم يوسف وبوادعة الحمل من تعكير مياه النهر الذي شرب منه ذلك الذئب. بهذه البراءة وهذه الوداعة تحدث السياسي الإيراني رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني الى اللبنانيين مكررا النغمة الإيرانية القديمة الجديدة بأن إيران الجمهورية وإيران الثورة لا تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية وأن الاستحقاق الرئاسي هو مسألة لبنانية بحته وعلى اللبنانيين إنجاز هذا الملف الشائك والذي مضى على تعطيله لأكثر من سبعة شهور قابلة للتمديد إلى أجل غير مسمى. وكذلك فإن حلفاء إيران في لبنان من قوى الثامن من آذار وخصوصا حزب الله فإنه لا يتدخل في هذا الملف بل يتركه الى حليفه القوي العماد ميشال عون الذي لا يطالب بشيء غير احقيته دون سواه بالجلوس على كرسي الرئاسة في قصر بعبدا وهو الحلم الذي يراوده منذ العام 1989 ولم يتحقق حتى الآن. فالعماد عون حليف (حليف ) ايران لا يرفع سوى شعار واحد يتمترس وراءه وهو انا او لا احد والذي يعني عمليا اما أن يرضخ اللبنانيون بكافة مشتقاتهم وامتداداتهم الإقليمية و الدولية لتحقيق حلم جنرال الرابية وحمله على أكتافهم إلى كرسي الرئاسة في قصر بعبدا او أن الفراغ الرئاسي هو البديل.

فلم يعد في الطائفة المارونية رجال مؤهلين لهذا الموقع سواه. وإذا كانت محادثات الجولة الأولى من الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل تتركز على موضوع الارهاب وما يتفرع عنه من امتدادات تقلق المواطنين على امتداد الأراضي اللبنانية.

اضافة إلى ملف ابناء المؤسسة العسكرية المخطوفين في جرود عرسال وكذلك موضوع الخلايا النائمة في الداخل اللبناني وهي تستنفذ امكانيات الأجهزة الأمنية للتمكن من القاء القبض عليها والحبل على الجرار.

سيما وأن عدد النازحين السوريين فاق المليوني نازح منتشرين بشكل عشوائي وفوضوي على كافة الأراضي والمناطق اللبنانية وهؤلاء وحدهم يحتاجون إلى جيوش جرارة وإمكانيات لوجستية هائلة لمراقبة تحركاتهم وخصوصا المشتبه به منهم بارتباطه بالتنظيمات الارهابية الناشطة التي ترابض على الحدود اللبنانية السورية وفي الداخل السوري. وعليه فإن ملف الاستحقاق الرئاسي يأتي في المرتبة الثانية من جدول أعمال الحوار. وهذا يعني أنه في ظل التطورات الخطيرة والمتسارعة للموضوع الارهابي الداهم ان على اللبنانيين ان ينتظروا طويلا في بلد بلا رأس. ففي موضوع الارهاب يمكن لإيران ومن خلال زيارة لاريجاني ان تحض اللبنانيين وهي مشكورة على محاربته وتفرضه كاولوية على رأس اهتماماتهم وتجعله بندا أساسيا على طاولة الحوار اما في الموضوع الرئاسي فهي لا تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية والامر متروك للمسيحيين وعلى رأسهم حليف الحليف المطواع ميشال عون...