صرّح الشيخ محمدي كلبيكاني مدير مكتب آية الله خامنئي المرشد الأعلي الإيراني، إنه مثير للخجل أن يعيش شاب وفتاة معاً دون عقد الزواج، مضيفاً بأن هؤلاء يرتكبون فعل الحرام، وسينقضي نسلهم الشرعي وسينجبون أولاداً غير شرعيين. ثم أردف كلبيكاني، أن على الحاكم الإسلامي أن يكافح هكذا نمط من التعايش، الذي يرى فيه كلبيكاني، حلقة من حلقات مؤامرة الأعداء على الشعب الإيراني، حيث أنهم يريدون تشويه الثقافة الإيرانية، والعلاقات الأسرية.

وفي التفاصيل فإن المجتمع الإيراني شهد منذ سنوات قليلة ظاهرة الزواج الأبيض، بفعل الضغوط الاقتصادية التي جعلت الشباب يتخوفون من الإقدام على الزواج الدائم.

والزواج الأبيض هو نفس ما يعرفه المجتمعات الغربية منذ عقود، وهو عبارة عن تعايش الزوجين، لفترة غير محددة، في بيت واحد من دون عقد الزواج، و كما يظهر من اسمه هو غير الزواج المؤقت الذي يعترف به الفقه الشيعي حيث يتم تحديد فترة العلاقة الزوجية ويسبقه عقد شرعي.

يقول الخبراء، إن تزايد وقوع الطلاق، الذي يعود أحد أسبابه الرئيسية، تردي الوضع الاقتصادي في البلد، على وجه الخصوص في السنوات الأخيرة، أضافة إلى عجز الكثيرين من الشباب الأعزب، عن تسديد إيجار بيوتهم، دفعهم إلى اللجوء إلى الزواج الأبيض على أن يتوزع تكاليف العيش المشترك، بين الطرفين.

يرى المهتمون بالشؤون الثقافية والمجتمعية في إيران، أن هذا النوع من الزواج، يتناقض الثقافة الإيرانية، وتقليد الزواج المعترف به، ويتنافى روح الأسرة ويرون بأن الزواج الأبيض، هو تدبير يلتجأ به المجتمعات المسيحية التي لا يعترف بالطلاق، ولهذا يفضل الزوجين، التعايش على الزواج الدائم، تجنبا من عوائق الطلاق.

لا شك في أن الزواج الأبيض يسبب مشاكل كثيرة خاصة بالنسبة للنساء، في مجتمعات تقليدية لا تعترف بهكذا زواج، خلافا للمجتمعات الغربية التي تقر به، ولكن يبقى الكلام في شرعيته وفق الفقه الشيعي الذي يبدو أنه متسامح في شرعنة أي نوع من الزواج، حتى لو لم يكن ناتجاً عن العقد الملفوظ. فحسب أغلبية فقهاء الشيعة، إن أي نية مشتركة بين الزوجين، على العلاقة الزوجية الدائمة أو غير محددة، تكفي في شرعيتها وهذا يتناقض ما حكم به مدير مكتب المرشد الأعلى من حرمة هذا النوع من العلاقة الزوجية. فما ذا يمنع الشابان، من أن يتفقا على علاقة زوجية لفترة غير محددة، لو يلتزما بمقتضيات العقد وما بعد الطلاق من عدة الطلاق، وما إلى ذلك. أللهم إلا أن العلاقة الزوجية في الفقه الشيعي، لا تتكون إلا بتحديد المهر للزوجة، ولو كان زهيداً جداً.

علي شريفي