لم يمكث قائد قوات التعبئة التابعة للحرس الثوري محمد رضا نقدي قليلاً بعد توافق طرفي المفاوضات النووية على تمديد المفاوضات، حتى أعرب عن سخطه للدول الست، كما وجد الفرصة مؤاتية للرد على تصريحات الرئيس روحاني قبل أربعة أشهر عند ما تهجم على معارضي المفاوضات في الداخل واتهمهم بالخوف من المفاوضات قائلا: إذا كنتم تخافون المفاوضات وترتجفون فاذهبوا إلى جهنم، أو ابحثوا عن مكان دافئ.

فالآن وبعد أربعة أشهر و بعد عدم نجاح المفاوضات في المهلة المقررة، يرد عليه قائد الباسيج الجنرال نقدي: إذا لا يتفقون معنا فليذهبوا إلى جهنم وإذا يفرضون علينا العقوبات، فليذهبوا إلى جهنم. في ردّ واضح على الرئيس روحاني.

واضاف نقدي: إن الذين يُعتبرون مختارو العالم[ أي الولايات المتحدة وأوربا] لا يمثلون شيئاً، أيضاً في رد صريح على كلام روحاني، في أيام حملته الانتخابية، عند ما عبّر عن الولايات المتحدة بمختار العالم، يجب التساوم معها لتدبير الأوضاع.

فالجنرال الذي يبدو وكأنه الناطق الرسمي باسم الحرس الثوري، يرد على الرئيس روحاني متهكماً ويلومه على رؤيته لمعارضيه الداخليين وأعدائه الأجانب.

هذا وفي الوقت نفسه، صرح الجنرال جعفري قائد الحرس الثوري بأننا نشعر ملامح الخوف في تصرفات الأمريكيين العسكرية والتفاوضية، ويبدو أن الأمريكيين سيستسلمون أمامنا.

ولم يكتف نقدي بإلقاء اللائمة على الرئيس الإيراني بل هدّد الأوربيين بالعقوبات النفطية قائلاً نحن في غني عن تصدير النفط واستيراد البضائع، فنحن نتمكن من فرض العقوبة عليهم وشلّ حركتهم عبر إغلاق أنابيب النفط عليهم.

وأما الجنرال جعفري لا يراهن على استسلام الولايات المتحدة فحسب وبل يهدد الكيان الصهيوني بانه في متناول صواريخ المقاومة وأن أي حرب بيننا وبينه تؤدي إلى القضاء عليه وتحرير فلسطين.

ووجّه الجنرال جعفري نقداً للذين يهتمون برخاء الشعب ومعيشتهم، ولا يدركون أهمية مكونات القوة الوطنية مضيفا بأن المقاومة أمام النظام التسلطي الدولي وعدم الخنوع للمتعسفين تشكل مكونات القوة الوطنية، وليس النفط.

هذا ويعتبر الرئيس روحاني الجولة الأخيرة من المفاوضات، نجاحا لإيران، حيث أنه يقول إن الطرف الآخر اقتنع بأن العقوبات والضغوط، لم تترك تأثيرا على إيران، مصرحا بأن إيران لن تتنازل عن حقوقها النووية. ووعد روحاني الشعب بأن أجهزة الطرد المركزية لن تتوقف عن العمل، وان عجلة معيشة المواطنين ستتحرك أفضل مما كانت عليه.

أشار روحاني إلى أن الإتفاق بين الطرفين يمر بمرحلتين: المرحلة الأولى، هي  توافقات تحققت خلف الكواليس، والمرحلة الثانية يتم فيها تحويل التوافقات على الأوراق وكتابتها. يعتقد روحاني أن الطرفين حصلا على التقدم النوعي في المرحلة الأولى، وأفق المرحلة الثانية واعد وفقه.

يبقى أن هناك تشاؤم صريح أعرب عنه المرشد الأعلى آية الله خامنئي، لمصير المفاوضات، يتناقض تفاؤل الرئيس روحاني الواضح، فأي منهما أقرب إلى الواقع؟ الأشهر القادمة هي التي سترفع الستار عن الحقيقة التي تجري وراء الكواليس.

علي شريفي