افضل المقاربات للملف الايراني النووي و المفاوضات الدائرة بين ايران و الدول 5+1 القول :" انها راوح  مكانك" و الطرفان يريدان الوصول الى حل يرضيهما لكن الامور كما تقول اوساط ديبلوماسية انها تحتاج الى ظروف احسن لانتاج الاتفاق الذي ان وُقِع َ فسوف تكون له انعكاسات ايجابية على المستوى العالمي و الاقليمي . فعلى المستوى العالمي لا شك ان ايران ستستعيد سمعتها الدولية و ستدخل الى النادي الدولي النووي رسمياَ انما بشروط قاسية و صعبة , اضافة الى انعكاس ذلك على الازمات الاقليمية ولا سيما في العراق سوريا و لبنان , فكلا الطرفين لديه اوراق يلعبها في المنطقة , و لعبة شد الحبال ما تزال قائمة لكن السؤال الابرز , ما هي الخلافات القائمة بين طهران وواشنطن ؟

تقول مصادر مطلعة ان الخلاف الابرز يكمن في تحديد مدة زمنية لرفع العقوبات الاقتصادية عن ايران و فضلا عن الخلاف الاساسي الذي يتناول الازمة السورية و كيفية ايجاد حل سياسي لها بعد فشل الحلول العسكرية , اذ تشدد واشنطن و حلفاؤها على حل سياسي لا يبقي الرئيس بشار الاسد في السلطة بينما ترفض ايران ذلك مع حلفائها معتبرةً ان لا حل سياسي في سوريا دون الرئيس الاسد . و بانتظار ان تستأنف المفاوضات النووية في فيينا الاسبوع المقبل سوف تشهد جبهات القتال في العراق و سوريا عنفا متزايدا ً في محاولة لكسب المزيد من الاوراق و لا تستبعد مصادر مطلعة ان تعود جبهة القلمون  - عرسال الى الواجهة في ظل فقدان الجمعات المسلحة لكثير من اوراقها و خاصة سوء الطقس في تلك المنطقة العالية التى سوف تدفعهم الى مزيد من التحرك لفك الحصار المفروض عليهم .

وبانتظار ان تنضج الحلول الاقليمية و الدولية يبقى الوضع اللبناني الامني و السياسي على المحك و كأنه يسر على حافة الهاوية في ظل معلومات و تقارير امنية عن سعي للمجموعات المسلحة التسلل بلباس مدني من جرود عرسال و القلمون  باتجاه الشمال و من ثم انتقالهم الى مناطق العرقوب و شبعا بهدف بناء خلايا ارهابية جديدة و ذلك للتواصل مع المجموعات المسلحة في القنيطرة, و تقول المعلومات الامنية ان قوات  الاحتلال الاسرائيلي وسعت في الفترة الاخيرة من دعمها للمجموعات المسلحة في القنيطرة السورية في سعي واضح لاقامة حزام أمني هناك على غرار الحزام الامني  الذي كان سائداً في جنوب لبنان ابان الاحتلال الاسرائيلي .

اما الوضع السياسي الداخلى و خاصة ملف الرئاسة فهو مجمد ايضا رغم التفاؤل الذي أشاعه الرئيس نبيه بري في الاونة الاخيرة و هو يراهن على الحوار الذي يسعى الى انجازه بين حزب الله و تيار المستقبل لمواكبة التفاهمات الخارجية ان حصلت او الحد من تداعيات اي تصعيد اقليمي و دولي على الداخل اللبناني الهش اصلا .

وتبقى اسرائيل اكثر المتضررين من الاتفاق النووي الايراني الغربي ان حصل , فهي بدت في الساعات الماضية متوجسة وقلقة من اتفاق يجردها من اي حملة اعلامية او غيرها ضد ايران , و بالأمس جاء حديث نتنياهو بأن عدم التوصل الى اتفاق مع ايران هو افضل من اتفاق يهدد العالم , ليؤكد ان اسرائيل تريد ان تبقى المنطقة مشتعلة و تصور ايران انها بعبع يخوف الدول المحيطة بها . و لكن الامور تبقى مرهونة بمدا استعداد ايران و اميركا للتنازل في الملفات العالقة بينهما , فاذا ما حصل هذا الامر فان التسوية سترخي بظلالها على المنطقة و تطير احلام نتنياهو و تنتبخر آماله بامكانية توجيه ضربة عسكرية الى ايران .