تأتي مناسبة الاستقلال هذا العام وسماء الوطن تجتاحها الغربان الناعبة التي دفعتها الرياح الاقليمية العاتية نحو بلدنا , و كأنها تحمل اليه رسائل انذارعنوانها : ان العيش المشترك الذي تتغنون به ايها اللبنانيون سيتحول الى سراب , و هاهي الدول من حولكم قد اصابتها عدوى التناحر و التمذهب فغرقت في بحور من الدماء و ما تزال تتلاعب بمصيرها رياح المصالح الدولية و الاقليمية افلا تقرأون ؟

تأتي مناسبة الاستقلال و بلدنا بلا رئيس , فأي عذر نقدمه لوطن نعمل كلنا على استنزافه اقتصاديا و امنيا و اجتماعيا و سياسيا حتى انشطر هذا الوطن بأهله الى نصفين , و كل طرف يشد الحبال نحوه فهل نستأهل هذا الوطن ؟

أي عذر نتفوه به لحضرة الوطن في مناسبة الاستقلال التى تعودنا فيها دائما ان يكون رئيس الجمهورية هو رائدها و عنوانها ؟ انبقى نعيش رهن خلافتنا ؟ الايجدر بنا جميعا ان تكون هذه المناسبة خشبة خلاص تسهم في حلحلة ملف الرئاسة ؟

نعتذر منك يا حضرة الوطن في مناسبة الاستقلال و بعض من جنودك ما يزالون اسرى القوى الظلامية يبتزون الدولة كل يوم بتهديدات و شروط ولولا شعور هذه القوى التكفيرية بضعفنا و خلافاتنا لما  تجرأت على مثل هذه الخطوة , و لما تجرأت على فرض شروطها .

عذرا ايها الوطن الحزين فمسؤولو الدولة يتبارون كل يوم في فتح ملفات فساد هم اسسو لها و تغاضوا عنها لتصبح مادة دسمة لهم في مواسم انتخابية و غير انتخابية و هم بالتأكيد سوف يلفلفون هذه الملفات  ان وصلت الموس الى ذقون ازلامهم و محاسيبهم .

عذرا ايها الوطن المكلوم  من ابنائه , و هل هناك اصعب من صراع الاخوة او ان يطعن الانسان نفسه في زمن ما احوجنا فيه الى التئام الجراح و وحدة الكلمة ؟

عذرا ايها الوطن الذي غدا فيك مجلسك النيابي مكان لالغاء الديمقراطية , و ضرب اسسها فيمدد لنفسه تحت ذرائع و اهية  ارادها المسؤولون كي لا يكلفوا انفسهم عناءا و لا ينظرون الى شؤون الناس و قضاياهم المعيشية في ما همهم الوحيد التأبط بالكرسي و الابتهال الى الله بأن تطول الازمة لتبقى مقاعدهم النيابية مصانة يحكي الغبار المكدس عليها قصة كسلهم ..و بطالتهم و فشلهم في حل القضايا الوطنية الكبرى .

عذرا اليها الوطن لبنان ان احدثك في عيدك بهذه الوقائع لكنني على يقينٍ انك الوطن الذي سيتجاوز المصاعب و النكبات ... و انك تشبه العنقاء تخرج من تحت الرماد بصورة ٍ لوطن قوي متحدٍ قد طوى صفحة الخلافات و اسس لقيامة وطن ٍ سيكتب اسمه في سفر الخلود فعذرا ايها الوطن ...