انطلق بالامس في مطعم الساحة السياحي في الضاحية الجنوبية المؤتمر التأسيسي "لمجمع علماء المقاومة"، كمحاولة ايرانية جديدة لتقديم نفسها كراعية اولى لحركات المقاومة في المنطقة،
تأتي هذه المحاولة الباهتة في ظل استعار الخلاف السياسي المتلبس بلبوس مذهبي على امتداد العالم الاسلامي وكمحاولة ايرانية مكشوفة لرفع مصحف المقاومة فوق رماح الفتنة، وبعد اخفاق كبير "لمجمع التقريب بين المذاهب" الذي يرأس امانته العام الشيخ الاراكي نفسه الذي يرعى الان هذا المؤتمر، كدلالة على استبدال اليافطة المذهبية الايرانية التي تلونت بالالوان الشيعية الفاقعة مما احالها الى خصم تاريخي وعدو تحتل المرتبة الاولى في وجدان العالم العربي والاسلامي بسبب سياساتها الصدامية مع الشارع السني بالخصوص في ما يتعلق بوقوفها المطلق الى جانب نظام بشار ( العلوي ) ودعمها لحركة عبد الملك الحوثي
الا ان مؤشر هذا المؤتمر الان وان كان يضم شخصيات علمائية رفيعة كالشيخ الاراكي، والشيخ الاختري (امين عام المجمع العالمي لاهل البيت )، والشيخ التسخيري ( مستشار المرشد الاعلى لشؤن العالم الاسلامي ) اضافة الى مفتي سوريا الشيخ بدر الدين حسون ومفتي تونس الشيخ حمدة سعيد وغيرهم، فهو انما يدل على استمرار العقل الايراني باستعماله لنفس الادوات والاساليب التي اثبتت فشلها وعدم جدواها على مر عقود،
اذ اننا لطالما سمعنا عن مؤتمرات تعقد سنويا وبشكل دوري وبرعاية ايرانية ينفق عليها ملايين الدولارات ترعاها ايران ان في داخل الجمهورية الاسلامية او خارج اراضيها، الا انها لم تكن اكثر من مجرد ظاهرة صوتية لا تسمن ولا تغني عن حلول عملية المنطقة في امس الحاجة اليها
ففي ظل التعقيدات السياسية التي تشهدها "الساحة " الاسلامية والتشابك الكبير بين المصالح والمنحى الدموي الذي تسير اليه الاوضاع يكون انعقاد هكذا مؤتمرات هو بمثابة حبة " باندول " لمعالجة مريض يعاني امراض سرطانية، خاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان عنوان " المقاومة " صار يُنظر اليه في الشارع العربي على انه مجرد خدعة ايرانية وانه شعار حق يراد منه تصدير الثورة وخدمة المشروع الفارسي التوسعي، وبالتالي فان المطلوب الان من ايران كما من الطرف الاخر خطوات اكثر جدية بكثير، على غرار التسوية التي حصلت مؤخرا في العراق، واي خطوات اقل من ذلك تعتبر الاعيب في الزمن الخطر، ولن تكون هذه المؤتمرات الا عبارة عن تنفيعات لا يستفيد منها الا اصحاب مطعم الساحة والعلماء المشاركون الذين سيتلذذون بطعامه، ليخرج بعد ذلك علينا مجمع علماء لا يبرعون اعضاؤه الا بالاكل لما تبقى من طعام على مائدة المقاومة.