هل بدأ الحوار السعودي الإيراني  ؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه اليوم مع زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني إلى المملكة العربية السعودية حسين أمير عبد اللهيان وتنتظر المنطقة منذ سنوات هذا التقارب بين الجمهورية الاسلامية الايرانية واللملكة العربية السعودية لما لهاتين الدولتين من تأثير كبير على ترتيب سياسات المنطقة ككل بدءا من لبنان مرورا بسوريا وصولا إلى العراق , ولئن تكشفت بوادر التسوية العراقية مع تنحي نوري الماكلي وتكليف حيدر العبادي لرئاسة الحكومة العراقية وكذلك عودة الرئيس الحريري إلى لبنان بعد غياب ثلاث سنوات فإن ملامح تسويات جديدة ربما تظهر في المنطقة مع بداية هذا الحوار السعودي الايراني ,وتأتي زيارة عبد اللهيان إلى السعودية كمؤشر جديد على استمرار العمل على إنجاز تسويات جديدة يجري تداولها وربما تتصل هذه التسويات بالملفين اللبناني والسوري إضافة الى الملف العراقي .
وكذلك فإن هذه الزيارة تأتي لطرح المزيد من علامات الاستفهام حول جدول الاعمال الذي تحمله والذي ستجري مناقشته بين الدولتين في ظل حالة الاضطراب التي تعيشها المنطقة .
المحلل السياسي الإيراني محمد علي شعباني قال " إن أهمية هذه الزيارة تنبع من انها تتزامن مع تشكيل حكومة جديدة في العراق وهي أيضا تتزامن مع جولة يقوم بها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في العراق ".
وذكرت وكالة رويتر أن هذه الزيارة تتزامن مع الاجتماع الوزاري الخماسي الذي يعقد في جدة بمشاركة السعودية وقطر والامارات ومصر والاردن لبحث قضيتين اساسيتين هما الازمة السورية وتصاعد خطر التطرف في المنطقة .
ومن هنا فمن المتوقع أن تشكل هذه الزيارة ولادة تسويات جديدة في المنطقة ربما تخص الملفين اللبناني والسوري وخصوصا أن هذه الزيارة تتزامن مع الاجتماع الخماسي المشار إليه الذي سيبحث الملف السوري وملف الخطر الارهابي الذي يشمل المنطقة ,وبالتأكيد فإن يمكنها أن تلعب دورا كبيرا في المساعدة لاجتراح حلول تتعلق بهذين الملفين وربما تكون عاملا مساعدا في إنجاز التسويات حول هذه الملفات ,ورات مصادر متابعة في هذا السياق أنه لا يمكن لأي جهة إقليمية أو عربية تجاهل الدور الايراني في المنطقة خصوصا في الملفات التي سيبحثها اليوم اللقاء الخماسي حول سوريا وخطر التطرف وإن الجمهورية الاسلامية الايرانية تملك من القدرات والمؤهلات ما يمكنها من المساعدة في وضح الحلول اللازمة في هذه الملفات , واملت هذه المصادر أن يسفر التقارب الايراني السعودي عن نتائج إيجابية على الصعيد اللبناني خصوصا فيما يتصل بملف رئاسة الجمهورية اللبنانية العالق منذ شهور ربما على هذا التقارب .


كاظم عكر