صدر الأمر الملكي السعودي بتحويل مليار دولار الى الجيش اللبناني والقوى الأمنية في لبنان وتسارعت على المقلب الآخر عملية التفاوض ,والتي تبين لاحقا أن هدفها الوحيد كان سلامة المسلحين من إرهابيين داعش وجبهة النصرة وتأمين خروجهم من عرسال الى جرودها , خرج المسلحون ومعهم 36 عنصرا من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي فعلى ماذا كان التفاوض إذن؟
على ماذا كان التفاوض إذا لم تستطع هذه المفاوضات إعادة الجنود المحتجزين من الجيش وقوى الأمن الداخلي ؟ سؤال يطرح نفسه على المفاوضين وأنصار عمليه التفاوض مع المسلحين بدءا من رئيس الحكومة مرورا ببعض الوزراء وصولا الى تيار المستقبل ؟ أين هي حقوق الجيش في عملية التفاوض ؟ كيف سمح هؤلاء لأنفسهم الموافقة على مغادرة المسلحين ومعهم 36 عنصر من الجيش والقوى الامنية ؟
أن المتابع لحركة التفاوض خلال اليومين الماضيين يتوصل إلى النتيجة التالية : أن عملية التفاوض هذه والتي قامت بها هيئة علماء المسلمين المقربة من المسلحين والجماعات الارهابية كانت تهدف بالدرجة الأولى لحماية المسلحين وتأمين خروجهم بسلام وجاء ذلك على حساب الجيش اللبناني وهيبته وكرامته وعلى حساب دماء شهدائه , أتت هذه المفاوضات وبهذه الطريقة ثمنا للهبة السعودية التي قدمها الملك عبد الله للجيش اللبناني وربما كانت المفاوضات على هذه الطريقة شرطا من شروط هذه الهبة التي حركت بشكل أو بآخر عملية التفاوض وسرعت خروج المسلحين من البلدة بعد ضمان أمنهم فيما ترك الجيش اللبناني مكسر عصا لهذه الجماعات التي باستطاعتها العودة إلى عرسال متى شاءت لأن عملية خروجهم حسب المفاوضات كانت إلى جرود القرية وليس إلى الانسحاب الكامل منها .
والغريب في عملية التفاوض هذه إبلاغ الجهات المشرفة على علمية التفاوض بأن عناصر الجيش سيبقون مع المسلحين من جبهة النصرة وداعش تمهيدا لإجراء عملية تبادل بموقوفين ومحكومين بتهم الإرهاب في سجن رومية وموافقة هذه الجهات على ذلك بعلم رئيس الحكومة وبعض الوزراء وفريق تيار المستقبل أيضا.
ورأت مصادر متابعة أن المفاوضات بهذه الطريقة جاءت على حساب الجيش وهيبة الجيش وكانت نتائجها مذلة للجيش والدولة اللبنانية وجاء ذلك تحت ذريعة تجنيب المدنيين في عرسال عواقب المواجهات بين الجيش والمسلحين علما أن قائد الجيش قال في اجتماع مجلس الوزراء
أن الجيش مستعد لتنفيذ عملية عسكرية في أقل من 24 ساعة إذا نال الضوء الأخضر. وإذا كان الجيش مستعدا للمواجهة وتحرير المنطقة من المسلحين وتحرير أسراه فمن هي الجهات المستفيدة من هذه المفاوضات ؟وعلى ماذا كانت عملية التفاوض إن لم نقل أنها لصالح المسلحين وحدهم ؟ولماذا جاءت عملية التفاوض على حساب هيبة الدولة اللبنانية وهيبة الجيش اللبناني  ؟.
إن عملية التفاوض هذه تشكل في نظر بعض المراقبين فضيحة سياسية قامت بها مجموعة مقربة من المسلحين والإرهابيين وغطتها مع الاسف الحكومة اللبنانية بشخص رئيسها تمام سلام وبعض فريق تيار المستقبل فهل كانت نتائج هذه المفاوضات بهذه الطريقة المذلة ثمنا لهبة الملك عبد الله إلى الجيش و القوى الامنية!!؟