مع اندلاع المواجهات بين الجيش اللبناني والجماعات الارهابية المسلحة في عرسال إتصل الرئيس سعد الحريري بقائد الجيش العماد جان قهوجي وأبلغه وقوفه إلى جانب الجيش حتى النهاية وقال له : نحن معكم في كل ما ستقومون به .
وبدوره أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق لمن سأله عن موقف تيار المستقبل الحقيقي مما يجري في عرسال بقوله : الجيش هو خيارنا الوحيد وكل من يقول غير ذلك لا يمثل إلا نفسه .
وطالب رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة بانسحاب جميع المسلحين من كل لبنان .
ويتضح من خلال ذلك الموقف المعلن لقيادة تيار المستقبل والقائم على مبدأ دعم الجيش اللبناني ضد المجموعات الارهابية المسلحة ,ولكن اللافت خروج بعض نواب تيار المستقبل على ما اعلنه الرئيس الحريري لقائد الجيش وجاءت تصريحات هؤلاء النواب داعشية بامتياز حيث لامست هذه التصريحات حدود الدفاع عن داعش واتهام الجيش بالاعتداء على عرسال السنية حسب التعبيرات التي وردت عن بعضهم .
لم تفهم بعد اسباب هذا التباين في المواقف داخل تيار المستقبل ولم تتوضح بعد صورة الموقف الصريح للتيار من الاحداث الجارية , وبالرغم من موقف الرئيس الحريري المؤيد لعمليات الجيش ضد المسلحين إلا أن الفئة الداعشية في تيار المستقبل أو بتعبير آخر  دواعش تيار المستقبل أظهرت مواقف منددة بعمليات الجيش وأصدرت مواقف بخلفيات طائفية ومذهبية متناسين عن قصد أو غير قصد خطورة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المنطقة ككل من تنظيم داعش والتي كان لبنان ضحيتها هذه المرة .
إن هذا الإصرار على هذه المواقف من قبل هؤلاء يضع تيار المستقبل ورئيسه بالتحديد الشيخ سعد الحريري امام ضرورة توضيح موقف المستقبل من الجيش والمؤسسة العسكرية وضبط ألسنة نوابه لتتلاءم مع موقف التيار المنسجم مع الارادة اللبنانية ومتطلبات السلم الاهلي ,وإن استمرار هؤلاء بتلك الخطابات الفتنوية والطائفية وبمواقفهم التبريرية للجماعات الارهابية المسلحة سيشجع بلا شك هذه الجماعات على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الجيش والوطن .