ا

استغربت أوساط سياسية ودينية عدة التصريحات التي صدرت عن المطران جورج صليبا والتي تناول فيها الاحداث الجارية بحق مسيحيي الموصل ومما قاله المطران صليبا في حديثه الإذاعي أن ما يجري بالعراق امر غريب لكنه طبيعي بالنسبة للاسلام لانهم لم يتعاملوا مع المسيحيين بطريقة جيدة، وهم دائما في موقف الافتراء والتعدي على المسيحيين . ومع الايام بدأنا نتكيف معا، واسقطنا من حقوقنا وكان دائما الحق مع المسلم ظالما او مظلموما". واشار صليبا في حديث اذاعي الى أن "المعاملة السيئة خفّت لكنها لم تنقطع ففي السعودية لا وجود ابدا للمسيحيين"، معتبرا أن "الاسلام لم يتغير والمسلمين تربوا على معاملة المسيحيين بطريقة سيئة ولا نستغرب هذه التصرفات ولكن نشد على يد بعض الاخوة المسلمين الذين لا يقبلون هذا التصرف على الرغم من أنهم أقلية".
هذه التصريحات للمطران صليبا استدعت تحركا هادئا من قبل اللقاء الروحي باتجاه المطران جورج صليبا للاستيضاح عنها فزار وفد من اللقاء المطران صليبا للوقوف على حقيقة ما جرى تداوله في وسائل الإعلام فأشار المطران صليبا أن الكلام مجتزأ ومحرّف وغير متكامل .
عضو اللقاء الروحي سماحة الشيخ أياد عبد الله قال لموقع لبنان الجديد : وجدنا أنفسنا مطالبين بالاستيضاح قبل أي ردة فعل منا، خاصة أن وضع البلد لا يحتمل مزيدا من التوتير و ردات الفعل والجواب كان في الاتصال الأول أن الكلام مجتزأ ، و لما زرناه أكد غبطته أنه يعرف حقيقة الإسلام و ما دعا إليه من مودة و رحمة و ذكر بوقوف السريان إلى جانب المسلمين في الحروب الصليبية و كيف شكروا الله يوم انتصر المسلمون  .
وأبلغنا المطران صليبا أنه طلب التسجيلات من إذاعة صوت لبنان إلا أن معلومات ترددت أن الإذاعة امتنعت عن تسليمه هذه التسجيلات لانها غير متوفرة  ما يؤكد أن هناك تلاعبا حصل في شأن الكلام الذي صدر عن المطران وردّ الشيخ عبد الله تحريف كلام المطران إلى التغطية على التصريحات التي صدرت عن وزير العمل سجعان قزي حول الموضوع .
وأشار الشيخ إياد عبد الله أن المهم أننا جنبنا أنفسنا احتمال فتنة عبثية خاصة أننا ابتلينا مؤخرا بالكثير من الحروب العبثية التي تدمر الجميع و لا تنفع احدا .
من جهته وجه تجمع العلماء المسلمين في لبنان رسالة مفتوحة إلى المطران جورج صليبا أثنى فيها على المطران صليبا ومواقفه وجاء في هذه الرسالة  :

سيادة مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس جورج صليبا , رجل البساطة والحوار والصراحة والمعرفة القاموسية المعجمية المعمَّقة باللغتين السريانية والعربية , لا تخونه الكلمات فهو راعيها من جذورها لكنه يطلقها بدون حسابات وبعفوية وبابتسامة دائمة وضحكة من القلب هكذا عرفناه في العديد من المؤتمرات والندوات واللقاءات .

لن نعاتبه على ما نسب إليه بحق الإسلام والمسلمين لأننا نعرف أنه سيوضح تفسيره لاحقا .

لكننا ونظرا لما تابعناه من فظائع عن الموصل وسابقا عن سوريا وهو القامشلي مولدا ونشأة وما قام به سيادة المطران من لقاءات وزيارات وما نؤمن أنه استنتجه أو فهمه بالمباشر , فإننا متيقنون من وصوله إلى معلومات غاية في الخطورة والأهمية جعلته في أقصى درجات الخوف مما يراد للبنان والمنطقة الأمر الذي جعله مضطربا في حديثه :

فهو اكد أننا "لا ندعو الى التسليح والحرب ولا امكانيات لدينا ولا نتكل على احد" ثم بدلا من أن ينطلق من قوله "ان المسيحيين في المنطقة كانوا مرتاحين منذ سايكس بيكو في ظل حكومات حكمت المنطقة" ليناشد هذه الحكومات وضع حد لما يجري إذا به يطالب "المسلمين" وهم مواطنون يتعرضون مثله لإرهاب "داعش" ومن على شاكلتها ليقول " نشد على يد بعض الأخوة المسلمين الذين لا يقبلون هذا التصرف بالقيام بخطوات لردع التصرفات التي يقوم بها تنظيم “داعش” ضد المسيحيين في العراق.". ما معناه تسلحوا أيها المسلمون وواجهوا عنا .

منشأ الخطر والإضطراب الذي وصل إليه هو صدق تعبيره عما وصل إليه من قناعات حين قال :

"اميركا واوروبا تغذي الارهابيين وتفكر بطرد المسيحيين من المنطقة خصوصا فرنسا التي سلمت بلداننا المسيحية الى العثمانيين"، مضيفا "اوروبا تكره المسيحيين وهي مع اليهود والصهيونية".

سيادة المطران نحن نعمل على إلزام أبنائنا بالمواطنة لنتساوى مسلمين ومسيحيين في الدفاع عن أوطاننا , فلماذا تصر على دفع الجزية أو بدل حراسة ؟

إذا كنت تعتبر نفسك ضيفا سنحميك لأن هذا شأننا مع الضيف لكننا لسنا مرتزقة ولا نريد لك أن تكون ضيفا فالبيت بيتك.