بعد مرور 69 يوما على الفراغ في كرسي الرئاسة اللبنانية الموقع الماروني الأساسي في تركيبة الحكم اللبنانية ,وبعد ملاحظة تعاطي المسؤولين اللبنانيين الموارنة مع هذا الاستحقاق أعرب مسؤولون في الفاتيكان عن امتعاضهم من تصرفات المسؤولين الموارنة في لبنان حيال الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية ووصف المسؤولون في الفاتيكان سلوك الموارنة اللبنانيين بغير المسؤول وانه سيطيح مسيحيي لبنان والمنطقة .
ونقلت أوساط على صلة بالدوائر الخارجية للفاتكيان أن الدور الإقليمي للبنان يمثل بنظر دولة الفاتيكان مركز الثقل المسيحي في المنطقة ويترتب عليه لعب دور محوري في حماية مسيحيي لبنان والشرق برمته وهو دور لا يقوم به المسؤولون السياسيون الموارنة في لبنان بلا استثناء .
ونقلت هذه الاوساط عن مسؤولين في الفاتيكان أن تشتّت الموارنة، والمسيحيين، وتوزّعهم بين تطرّفين سنّي وشيعي، سيفقدهم دورهم في لبنان والمنطقة وانهم لا يرون الامور بوضوح .
وينظر الفاتيكان الى كلّ الامتيازات التي ما يزال الموارنة والمسيحيون يتمتعون بها ويعجب لحالهم. «لا يزال هؤلاء يمسكون بمفاصل رئيسية في لبنان، أبرزها: رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان، لكنّ الهوس بالسّلطة وكيدهم المنبثق من منافساتهم الخاصة جعلهم يفقدون عقولهم
!.
وبلغ الغضب لدى المسؤولين الفاتيكانيين حدّ استخدام تعبيرات قاسية بحقّ السياسيين الموارنة: «إنهم لا يتحمّلون مسؤوليتهم ولا يقبلون النّصح، وبالتالي لا مبادرة للفاتيكان في الاستحقاق الرئاسي اللبناني لأنّ زعماء الموارنة السياسيين يرفضون الإصغاء.
ويعلن الفاتيكان رفضه الاستقطاب الحادّ للمسيحيين اللبنانيين من قبل تكتّلين طائفيين يتصارعان في المنطقة ويشير بذلك إلى إيران والسعودية  ويعتبر أنّ المسيحيين ينبغي أن يلعبوا دور جسر الحوار بين الطرفين، لا أن ينجرفوا في خلافات السنّة والشيعة وينسوا أنفسهم ومصالح شعبهم ووطنهم، وبالتالي يسيئون إلى دورهم في المنطقة فيؤذون أيضاً المسيحيين المشرقيين.
وثمة سؤال رئيس يتردّد على ألسنة المسؤولين الفاتيكانيين: «ما هي الحاجة الى المسيحيين إن كانوا يخدمون مشاريع سواهم ولا يخدمون مصلحة أوطانهم؟. ويردّدون أنّ صوت الفاتيكان «قد بُحّ منذ انتهاء الحرب الأهلية وهو يوضح دور المسيحيين وواجباتهم في المنطقة.
لا يقبل الفاتيكان الحديث عن مشاريع إقليمية أكبر من موارنة لبنان. ويتساءل المسؤولون فيه: «لِمَاذا يكون الموارنة «عبيداً» لمشاريع إقليمية لدولة من دون أخرى؟ إن لم يكن لديهم دورهم الخاص كجسر حوار وعنصر تقريب في وجهات النّظر بين الأطراف اللبنانيين، وإن عجزوا عن الاستمرار بتسيير عمل المؤسسات، فليرحلوا أفضل!».
برأي هؤلاء أن «المسؤولية تقع على الزعماء الموارنة جميعاً من دون استثناء، والخطر الذي يسببه هؤلاء لا ينحصر بمسيحيي لبنان، بل يطال مسيحيي المنطقة برمّتها. ليس الخطر متأتياً من عدم انتخاب رئيس، بل بسبب الممارسة المارونية المستمرّة وغير المسؤولة على أكثر من مستوى، وبسبب التحيّز الأعمى لمحاور تعمل لأجندات بعيدة تماماً عن الأجندة المحليّة».
أما الحلّ فواضح جدّاً في ذهن الفاتيكان الذي رفض منذ بدء السباق الرئاسي اللبناني استقبال أيّة شخصية مارونية في روما، كي لا يستغلّ أحد الأمر على غير منحاه، الحلّ يكمن في «الاتفاق المسيحي على رئيس يكون مقبولاً من جميع اللبنانيين بلا استثناء، وليس ضرورياً أنّ تكون لدى الرئيس كتلة برلمانيّة، بل أن يكون قادراً على التفاهم مع جميع النواب المسيحيين والمسلمين على حدّ سواء».