كان يوم امس اسوأ ايام باراك اوباما الذي لم تعرف الولايات المتحدة في تاريخها الحديث على الاقل، رئيساً متردداً واستعراضياً مثله، وهو ما يدعو الكثيرين الى طرح تساؤل محق: متى يستقيل أوباما؟

ذات يوم كتب المفكر الاميركي جون تشاينبك: "عندنا أنظر الى مداخن البيت الابيض أحسب انه فبركة كبيرة للأوهام"، ولم يكتسب هذا الكلام معناه إلا مع باراك اوباما الذي وصل رافعاً شعار "قادرون على التغيير"، وقد تمكن فعلاً من التغيير، وها هو يجعل من الامبراطورية احدى جمهوريات الموز!
في يوم واحد أظهر استطلاع للرأي اجرته جامعة " كوينبياك" الاميركية، ان اوباما اسوأ رئيس اميركي منذ الحرب العالمية الثانية، التي كانت مدخلاً للولايات المتحدة كلاعب اول على الساحة الدولية، وفي اليوم عينه اعلن نائب امين مجلس الامن القومي الروسي يفغيني لوفياكوف" ان هيمنة اميركا على الساحة الدولية شارفت على النهاية... وعليها ان تجلس الى طاولة المفاوضات حول نتائج الحرب الباردة"!
وجاء ذلك في موازاة تصريح طوني بلير "ان نجاح داعش وتوسّعها في الاراضي العراقية سببه عدم تدخل اميركا والغرب في سوريا..." ولا أغالي اذا اعتبرت أن هذا الكلام يأتي تأكيداً لعنوان مقالي امس "ان داعش ولدت من رحم اوباما".
وعندما قال بلير ان فشل الغرب، اي اميركا وبريطانيا، سببه عدم التحرك عسكرياً وإطلاق حرب ثانية لإنهاء الصراع ووقف النزيف في سوريا، فانه صادف اعلان منظمات سورية من "المعارضة المعتدلة" كما يسميها اوباما، انها ستلقي السلاح لأنها لم تلق من الاسلحة ما يساعدها على مواجهة "داعش" وحليفها في الميدان، اي النظام السوري!
تأكيداً لهذا الواقع الفاضح الذي طالما دفعني الى تسمية باراك "اوماما" (مع احترامي الشديد طبعاً لكل الامهات والنساء في الدنيا)، فقد اكّد بن رودز نائب مستشارة الامن القومي الاميركي، ان النظام السوري هو المسؤول عن ظهور تنظيم "داعش"، وان المعارضة السورية تقاتل في الوقت عينه النظام و"داعش"، وأضاف: "ان مصدر التهديد الارهابي ليس "داعش" بل النظام السوري الذي خلق ازمة انسانية أوجدت داعش... لكن الواضح ان تمادي اوباما في التعامي الأحمق عن هذه الازمة الكارثية هو الذي عمّق الازمة وخلق داعش"!
ارقام الاستطلاع وجدت ان ٣٣ ٪ يرون ان اوباما هو اسوأ رئيس في خلال ٧٠ عاماً، وان اميركا كانت لتكون افضل لو فاز ميت رومني... وهذا ليس غريباً لأن اوباما هو صانع الفشل المعيب في سوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا وتونس واوكرانيا، وفي خذلانه امام بوتين، وفي ممالأته السخيفة لإيران، وفي جبنه في فلسطين حيث كان خضوعه لنتنياهو فاضحاً!