تشهد الساحة اللبنانية منذ عدة أيام مجموعة احتجاجات واعتصامات مطلبية محقة كان أبرزها اعتصام الاستاذة المطالب بإقرار سلسلة الرتب والرواتب واعتصام متطوعي الدفاع المدني للمطالبة بتثبيتهم ضمن ملاك موظفي الدولة وقد أقر مجلس النواب اللبناني يوم أمس تثبيت متطوعي الدفاع اللبناني ضمن قانون وشروط محددة , وفي الوقت الذي نبارك فيه لمتطوعي للدفاع المدني تثبيتهم ضمن ملاك موظفي الدولة نسجل بإيجاية كبيرة الطريقة الحضارية الراقية لأشكال الاعتصام التي نفذوها والتي تنم عن روح أخلاقية عالية ومسؤولية وطنية كبيرة وكانت كلها تصب في خدمة الوطن والمواطن وهي بالتالي لم تؤذ أي مواطن لبناني ولم تأت على تعطيل أي مرفق من مرافق الدولة .
وأما الاعتصامات المطلبية الأخرى التي يشهدها لبنان وخصوصا اعتصام هيئة التنسيق النقابية  فقد أصبح هذا الاعتصام نذير شؤم على المواطن اللبناني ولقمة عيشه بالدرجة الأولى وعلى الطالب اللبناني وتعليمه بالدرجة الثانية حيث تؤدي هذه الاعتصامات الى تعطيل الدراسة في معظم المدارس الرسمية والخاصة وبعض الجامعات , وقد بات الطالب اللبناني في كل مراحل دراسته كبش المحرقة التي يلجأ إليها كل من حنا غريب ونعمة محفوض وبات التهديد بمقاطعة تصحيح الامتحانات الرسمية للطلاب الامر الذي يزيد الضغط على الطالب اللبناني مع العلم أن المدارس التي تعود ملكيتها للاستاذ حنا غريب لم تلتزم بالاضرابات والاعتصامات التي يدعو إليها  .
وفي هذا السياق اعلن نقيب المعلمين في المداس الخاصة نعمة محفوض فض الاعتصام في رياض الصلح اليوم نزولا عند رغبة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي وعدهم بحل مسألة سلسلة الرتب والرواتب مساء الاحد كحد أقصى،مشددا على انه في حال لم ينفذ هذا الوعد فسيعودون اعتبارا من الاثنين الى الشارع.

قال نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض في كلمة له في الاعتصام:" نحن تحت سقف القانون واننا نعلم طلابنا على العمل الديمقراطي والحرية والكرامة"،لافتا الى ان إضراب اليوم هو إحدى الوسائل الديمقراطية للحصول على الغلاء المعيشي وإقرار السلسلة.

ودعا رئيس هيئة التنسيق النقابية حنا غريب الى توحيد الصفوف للانتصار بتلك المعركة،مثمنا مبادرة بري،وحذر من التقسيط والتجزأة لانها تولد موجات من التضخم وتأكل الفائدة من السلسلة.