بعد صراع طويل فُتحت الابواب بين حزب الله وتيار المستقبل جاء ذلك على لسان أشرف ريفي الذي تولى في القبة السابقة أشرف الهجمات الإعلامية والكلامية والهجومية على حزب لله ,وأعلن ريفي منذ أيام عن إعادة إحياء قنوات التواصل بين الحزب والمستقبل بقوة وعدم إبقائها على وتيرتها الخفيفة وسيتم قريبا عقد اجتماعات عمل بين الطرفين .
ورأت مصادر مطلعة على تفاصيل العلاقة بين الطرفين  أن ثمة تغيرات إقليمية ودولية تلقفها تيار المستقبل تقضي بالسير بالتهدئة مع حزب الله والسير بحوار يخفف التشنج والاحتقان الحاصل بين الطرفين منذ سنوات أما الحزب، فلا يزال يعمل وفق قراره القاضي بالتنسيق الأمني مع التيار. ولاحقاً، تحولت قناة التنسيق الأمنية إلى قناة تعمل على مستوى "الأمن السياسي". 
ورأت المصادر ان التطور الذي تشهده العلاقة بين الطرفين يقوم على مبدأ ضرورة التواصل والانفتاح خصوصا بعد الاجواء الايجابية التي فرضها تشكيل الحكومة وقد تكون العلاقة المستجدة بين الطرفين ايضا أبعد من مسألة التنسيق الامني اليومي  .
حزب الله من جهته رحب بهذا التواصل المستجد وتعتبر مصادر مقربة من الحزب أن اعتبارات عديدة محلية وإقليمية ودولية قد تكون فرضت على تيار المستقبل اعادة النظر في خطابه الحاد من حزب الله .
وفي مقدمة هذه الاعتبارات أولا  :الرغبة الامريكية العربية الدولية بالحفاظ على استقرار لبنان وأمنه والوقوف في وجه الارهاب التكفيري الذي بات يجتاح لبنان بكامله ويهدد السلم الأهلي , وليس لتيار المستقل اي مصلحة في ذلك خصوصا وان بعض هذه الجماعات تتخذ من المستقبل البيئة الحاضنة لهذا التطرف .
ثانيا : عودة المستقل إلى السلطة عبر المشاركة في الحكومة الجديدة تقتضي الخروج من خطاب المتوتر مع حزب الله لتسهيل عمل الحكومة التي يترأسها تمام سلام المحسوب بشكل او بأخر على تيار المستقبل لإتاحة الفرصة لرئيس الحكومة للقيام بعمله على أكمل وجه .
ثالثا : التغيرات والوقائع الجديدة المتعلقة بالازمة السورية والتي بات على تيار المستقبل أن يتماشى معها على الصعيد اللبناني  وخصوصا عبر تنظيم علاقته بحزب الله بعدما فشل في إخراج الحزب من سوريا أو إحراجه في لبنان .
رابعا : التنازلات الكبيرة التي قدمها حزب الله لجهة تسهيل ولادة الحكومة ولاحقا لتهيل ولادة بيانها الوزاري وقد تنازل حزب الله عن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في سابقة اراد منها حزب الله  إشاعة الاجواء الايجابية للمرحلة القادمة بعد التطورات الميدانية التي شهدتها الساحة السورية .
وفي ضوء ذلك رات مصادر مقربة من حزب الله أن واقع الحال لا يسمح بقطيعة دائمة أو بعداوة مستمرة مع المستقبل وعليه فإنه لا عقدة لديه تمنعه من الذهاب في رحلة علاقة جديدة على أسس جديدة، فإلغاء الآخر لم يكن يوماً في قاموس الحزب السياسي، والمشكلة عند الذين ظنوا ان بمقدورهم اسقاط الآخرين من كل الحسابات، ويتمنى على العائدين الى رشدهم ان يتعظوا من التجربة المرة الطويلة.