أطلق رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع منذ أيام رغبته في الحوار في حزب الله  في خطوة لاقت الكثير من الاستغراب على الصعيد السياسي نظرا للخلافات الاستراتيجية العميقة بين الحزبين المذكورين في الكثير من القضايا والملفات اللبنانية والاقليمية,وتساءلت مصادر لبنانية متابعة عن السر من وراء المقدمة الوجدانية لكلمة السيدة ستريدا جعجع في المجلس النيابي عن حزب الله والطريقة التي وصفت بها حزب الله حيث أكدت في أكثر من مكان في هذه الكلمة على نقاط التشابه بين حزبي القوات اللبنانية وحزب الله  مشيرة إلى ان الحزبين يمتلكان شعبية واسعة ويمتلكان رؤية سياسية واضحة تقوم على ايمان كل منهما بقضيته وربطت بين شخصيتي نصر الله وجعجع على انهما الزعيمين الأكثر التصاقا بجمهورهما لخوض غمار المواجهات في سبيل القضايا التي يؤمنون بها مع الاختلاف الواسع في هذه القضايا والاهداف .
وتوقفت المصادر عند اهتمام الدكتور سمير جعجع بالأدبيات الشيعية ومتابعته الدائمة لمعتقداتهم الدينية والعقائدية ومدى احترامه وتقديره لهم في أكثر من موقف ومكان حتى مع الاختلاف الكبير في القضايا السياسية  ورأت هذه المصادر أن الدكتور جعجع من خلال خبرته ومعرفته في قضايا الطائفة الشيعية ومعتقداتها الدينية والسياسية يستطيع الوصول الى حوار ناجح ومنتج مع حزب الله فيما لو تجاوب حزب الله في ذلك .
وقالت المصادر أن الحوار بين حزب الله والقوات اللبنانية بدأ فعلا متسائلة عن أهداف هذا الحوار وغاياته بعد القطيعة الطويلة التي شهدتها العلاقة بين الطرفين , وربطت المصادر رغبة الدكتور جعجع بهذا الحوار وفي هذا الوقت بالذات يعود الى عدة أسباب ومنها أسباب لبنانية بحتة ومنها أسباب تتعلق بما تشهده المنطقة من تطورات سياسية وعسكرية .
أما لبنانيا فتشير المصادر الى أن رغبة سمير جعجع بالحوار مع حزب الله تأتي في سياق السباق إلى القصر الجمهوري لعمله المسبق بضرورة التنسيق مع حزب الله في هذا الموضوع لما يمكله حزب الله من تأثير في هذا المضمار حيث لا يمكن الوصول الى القصر الجمهوري بدون الجلوس مع حزب الله كونه فريق مؤثر وفاعل في السياسية اللبنانية وتساءلت المصادر هل ينجح الدكتور جعجع في إقناع حزب الله بخطته للوصول الى رئاسة الجمهورية ؟ ولا يمكن الاجابة على هذا السؤال في بدايات الحوار وهذا ما ستظهره الايام القادمة .
ومن ناحية ثانية يريد جعجع من الحوار مع حزب الله إيصال رسائل سياسية عدة خصوصا الى الرئيس سعد الحريري بعد التباينات التي شهدتها العلاقة بين الطرفين مع تشكيل الحكومة الاخيرة .
وأما خارجيا فيأتي هذا الحوار وحسب المصادر بعد جملة متغيرات سياسية وعسكرية تشهدها المنطقة أهمها الحضور الإيراني الذي يفرض نفسه أكثر فأكثر على المنطقة سياسيا وعسكريا وكذلك بعد حالة الإنكفاء العربي التي تشهدها المنطقة مع التقارب الامريكي الأيراني ,وفي هذا السياق تشير المصادر إلى ان رفع الفيتو من قبل جعجع عن حزب الله هو بداية الطريق إلى طهران الجديدة التي يرى فيها الدكتور جعجع تحولات مهمة يمكن أن يراهن عليها خصوصا مع تقدم الحوار الايراني الأمريكي .
ورأت المصادر أن جعجع يعلم جيدا أن إيران لعلها الدولة الوحيدة التي لا تتخلى عن حلفائها مهما كانت الظروف في حين أن العرب مشغولون بالخلافات فيما بينهم وتشهد المنطقة في أكثر من مكان حالة من الانكفاء العربي الكبير عن مواكبة التطورات والاحداث وقد بات العرب في الصف الثالث أو الرابع من الحضور السياسي في المنطقة فيما يشتد الحضور الايراني يوما بعد يوم ومن هنا يرى الدكتور جعجع أهمية التواصل أو الوصول إلى إيران كونها أصبحت اللاعب الأبرز في المنطقة .