جاداً يحاول الرئيس نبيه بري التقاط الاشارات الشاردة والهاربة والموجهة للتعبير عن الشرَ أحياناً وعن الخير الذي يرتجيه بسطاء اللبنانيين ممن يحلمون بغد لبناني متعاف من أدران السياسة السرطانية . في البدء لوَح الرئيس بقميص أسود انسجاماً مع مقاصد الجهة التي قادها مرَات وانقاد لها في مرَات أخرى انسجاماً مع متغيرات الواقع وفرار السوري من لبنان تاركاً للايراني ملء الفراغ وتحوَل سورية بعد الأزمة من سلة مملؤة بأوراق القوَة الى ورقة في السلَة الايرانية , وحاول الضغط على الأخصام للتجاوب مع منطق الواقع وعدم القفزمن فوقه . وبقيَ بري يلوح بالقمصان الملونة بحسب الظروف القائمة والوافدة وتلك المتصلة بسياسات سورية وفق التفصيل الايراني , وتحوَل تدريجياً الى وسيط يدوَر زوايا مقفلة لأنه طرفاً واضحاً في الانقسام السياسي والطائفي . ومع الصحوة المفاجئة لقوى الثلث المعطل أفاق الرئيس على صحوة دسمة من الممكن أن تفتح شهية الرئيس السنيورة المترصَد أبواب الحكومة وأن يخطفه بصنَارة رفيعة بخفة صيَاد صيداوي , ونجح الرئيس في استدراج السنيورة الى مكان ضعفه وأغواه بحكومة جامعة مانعة تعيد للرزَ عزَه , وبين ليلة وضحاها ترك الحريري أباه على أبواب المحكمة الدولية , وغرَد تغريدة جديدة طنَت في أذن الرئيس برَي وحولها الى نغمة سياسية لمرحلة تتطلب الوفاء للبنان بالتناسي وفتح صفحة حكومية تكون بمثابة الصفقة المؤقتة لدفن المحكمة الدولية وقراراتها المعطًلة للتوافق في لبنان . مدَ الحريري يد المصافحة للسلطة بعد أن مدَها حزب الله باسقاط الثلث المعطل لها والفوض المتحركة في رمالهاوباعترافه الكامل بفريق 14آذار كشريك فعلي ومناصف بعد أن كان عميلاً يجب أن تقطع رقبة قياداته ..هكذا هي السياسة في لبنان أحزاباً وطوائف تنتظر التعليمات ومهما بلغ سيل الدماء تجفَ سريعاً باسفنجة خارجية .