توقيف أستاذ جامعي أيراني على خلفية اتهام النبي محمد بالعلمانية فهل يشكل ذلك إساءة للنبي الأكرم؟
 

أوقف القضاء الإيراني بمدينة همدان يوم أمس أستاذًا جامعيًا بتهمة الإساءة للنبي محمد خلال الحملة الإنتخابية الرئاسية، وفي التفاصيل تفيد مصادر إعلامية بأن الناشط السياسي الإصلاحي والأستاذ الجامعي جواد غياه شناس عبّر عن النبي محمد بأنه كان علمانيًا وأن الإسلام دين ليبرالي، وذلك خلال إحدى محاضراته بجامعة همدان الواقعة غرب إيران.

يرأس غياه شناس حاليًا اللجنة العليا للإشراف على فروع جامعة أزاد غير الحكومية بمحافظة همدان ولكنه يبدو أنه أصبح ضحية لثأر المحافظين المتشددين من الرئيس روحاني الذي خيّب فوزه في الإنتخابات الأخيرة أمل المتشددين الذين كانوا متيقنين من الإنتصار على روحاني، ومجهزين أنفسهم لمرحلة ما بعد روحاني. 

إقرأ أيضًا: من هو الرجل السياسي الأقوى في إيران؟

وشدّد مدير ممثلية الولي الفقيه بفرع همدان لجامعة أزاد على أن تلك الجامع لن تتغاضى عن الجرم الذي ارتكبه غياه شناس بغض النظر عن الحكم القضائي الذي سيصدره القضاء بحق المتهم مضيفًا بأن محمكة الأساتذة داخل الجامعة سوف تحاكمه وتصدر القرار بشأنه ولن تتسامح معه، مما يدل على أن القضية سياسية بإمتياز حيث أن المتشددين الذين تلقوا صدمة كبيرة بنتائج الإنتخابات الرئاسية سوف لا يرضون بالقرار القضائي ولهذا يعلنون مسبقًا بأنهم لن يقفوا عند حد المحكمة القضائية وسوف يشكلون محكمة خاصة لتفتيش العقائد على غرار الكنيسة في القرون الوسطى، ويذكر أن المحكمة الجامعية الخاصة للأساتذة تقتصر مهمتها على المخالفات الإدارية لا العقائدية.

هل يمكن أن يعتبر نعت النبي محمد بأنه علماني، إساءة  له وخرقًا للعقيدة الإسلامية؟ 
هل العلمانية كفر وزندقة أو منهج في الحياة السياسية تقضي بالفصل بين ما هو روحي وما هو زمني أو الفصل بين الدين والسياسة؟ 
هذا يعود إلى تعريف العلمانية، فإن العلمانية وفق بعض التقليديين تمثل معارضة للدين ومحاولة للقضاء عليه ويستشهد هؤلاء بمبدء الفصل بين الدين والسياسة الذي تبتغيه العلمانية ويعتبر هؤلاء الدين والسياسة لن ينفصلا والقول بالفصل بينهما ازدراء للشريعة الإسلامية، ولكن هناك قول آخر يقول به علماء آخرون يعتبرون أن الاسلام مشروع لإعمار الآخرة وليس الدنيا والدين أساسًا مفصول عن السياسة حيث أن الدين يخص الحياة الروحية والسياسة تخص الحياة الزمنية، ويرى الإمام محمد مهدي شمس الدين بأن الاسلام هو العلمانية ولهذا يستغني عن العلمنة، ذلك لأنه ليس في الإسلام سلطة روحية على غرار الكنيسة، وأن السلطة السياسة تأخذ شرعيتها من المجتمع وليس من الدين وحتى تجربة النبي محمد السياسية كانت تجربة بشرية. 

إقرأ أيضًا: إندفاعة روحاني خلال المؤتمر الصحفي الأول
على أي حال يبدو أن سخط المتشددين من فوز الإصلاحيين في الإنتخابات الرئاسية والبلديات يحتاج إلى كبش فداء وهذا الأستاذ الجامعي الإصلاحي أصبح ضحية هذين الإنتصارين. 
إن وضع المتشددين بعد الإنتخابات تلخصها تلك الآية القرآنية التي تقول: قل موتوا بغيظكم، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

باحث إيراني