أصوات جديدة في إيران تدعو للتخلي عن شعار إزالة إسرائيل بعد وثيقة حماس الجديدة
 

استغلت حركة حماس الضجيج الإعلامي الإنتخابي في إيران للإعلان عن وثيقتها السياسية الجديدة التي اكتفت فيها لأول مرة بتشكيل دولة فلسطين عاصمتها القدس المحتلة على حدود عام 1967، وإختارت الحركة التوقيت الزمني الدقيق للإعلان حيث أن حمى الإنتخابات الرئاسية في إيران وصلت ذروتها في الأيام الأخيرة وكان لافتًا أن وزارة الخارجية الإيرانية تجاهلت تلك الوثيقة التي تنازلت عن شعار أساسي للجمهورية الإسلامية وهو القضاء على الكيان الصهيوني وإزالته من الوجود.

وبينما مرت الوسائل الإعلامية المحافظة على تلك الوثيقة مرور الكرام إلا وسائل الإعلام الإلكتروني تداولتها ولاحظت أن تلك الوثيقة تنازلت عن الأراضي المحتلة عام 1948 وقبلت ضمنيًا ببقاء الكيان الصهيوني.

إقرأ أيضًا: رجل دين قاد الهجوم على مبنى السفارة السعودية في طهران

ومن بين الردود المثيرة على تلك الوثيقة يمكننا أن نلقي الضوء على المقال الذي نشره أستاذ في العلوم السياسية بجامعة طهران والسياسي البارز صادق زيبا كلام الذي يستهل بالقول بأن حركة حماس لم تعد تريد القضاء على إسرائيل، كما أن الكثير من البلدان العربية إعترفت بدولة إسرائيل بعد ما إعترفت بها منظمة التحرير الفلسطينية خلال إتفاقية أوسلو في العام 1993. 

ويرى زيبا كلام أن حركة حماس إتجهت إلى نفس المنحى وهكذا بقيت إيران هي الدولة الوحيدة التي تطالب بالقضاء على إسرائيل، متسائلا هل هناك من تبرير لهذه المطالبة بعدما اتجهت أكثر الحركات الفلسطينية تطرفًا نحو الإعتراف بإسرائيل أو التنحي عن شعاراتها السابقة بالقضاء على إسرائيل؟

وتساءل زيبا كلام: من كلّف إيران القضاء على إسرائيل؟ هل الدستور الإيراني نصّ على تلك المهمة؟ هل أقره مجلس الشورى الإسلامي؟ هل كلّفتنا الأمم المتحدة بذلك أو طالبتنا جامعة الدول العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي أو منظمة التحرير الفلسطينية؟ 

إقرأ أيضًا: إيران: قضية اقتحام السفارة السعودية ذروة المناظرة الاولى

وأردف زيبا كلام بالقول بأنه ليس هناك أي إستفتاء شعبي ولا إستطلاع للرأي العام الإيراني يفيد بأن الشعب الإيراني يطالب بالقضاء على إسرائيل، وختم زيبا كلام بأن مسيرات يوم القدس لن توفر تبريرًا كافيًا للإستمرار في رفع شعار القضاء على إسرائيل مطالبا النظام الإسرائيلي بالسماح لمواطنين إيرانيين يرفضون شعار القضاء على إسرائيل حتى يتبين بأن أغلبية الشعب مع القضاء على إسرائيل أو بقائها؟

يعتبر مقال صادق زيبا كلام الذي نشر على مواقع التواصل الإجتماعي بعد ما إمتنعت الصحف الورقية من نشرها فيما يبدو، خطوة جريئة في المساس بإحدى مسلمات السياسة الخارجية الإيرانية.