المناظرة الرئاسية الاولى بين المرشحين للرئاسة الإيرانية كانت مادة للسجال في قضية اقتحام السفارة السعودية
 

شارك المرشحون الرئاسيون الستة ( روحاني وجهانغيري وهاشمي طبا من التيار الاصلاحي وقاليباف ورئيسي و مير سليم من التيار المحافظ) في المناظرة الأولى التي تمحورت القضايا المجتمعية والثقافية وتمكنت تلك المناظرة المثيرة جدا من لفت انتباه الشارع الذي كان يتصور بأن تلك المناظرة ستُعقد في أجواء مُملة وروتينية ولن تخرج بشيء. ولكن بعد مضي ساعة من تلك المناظرة التي استغرقت ثلاث ساعات وجدت المناظرة معناها الحقيقي  وتحولت إلى عاصفة اجتاحت المرشح المحافظ الأبرز محمد باقر قاليباف. وذلك بعد ما اتهم الأخير حكومة روحاني بالفشل في توفير فرص العمل و تحقيق وعوده الانتخابية في الحملة الانتخابية السابقة. 

وردّا عليه وجّه المرشح الإصلاحي اسحاق جهانغيري جملة من الأسئلة إلى قاليباف جعلته في موقف محرج خاصة عند ما سأله : من موّل الجماعة التي اقتحمت السفارة السعودية في طهران. أين المقتحمون لمبنى السفارة السعودية الآن ويشتغلون مع أي مرشح رئاسي؟ مما يعني بأن قاليباف هو الذي حرّض الشبيحة لاقتحام مبنى السفارة السعودية وموّلهم ولا زال يغطيهم ويستعين بهم في حملته الانتخابية. وتابع جهانغيري بالقول: عندما تقتحمون  السفارة السعودية فكيف تتوقعون جذب السياح؟ كان يأتي 700 الف سائح من السعودية والبلدان العربية إلى إيران قبل الهجوم على مبنى السفارة السعودية وحرمت إيران منهم بعد الهجوم. وخلص جهانغيري بالقول بأن توفير فرص العمل يحتاج إلى الأمن.

 

اقرأ ايضاً : المشهد الإنتخابي الإيراني: رئيسي وقاليباف ينافسان روحاني

وكان لافتا أن المرشح المحافظ لم ينف هذا الاتهام الذي وجّهه جهانغيري اليه. ومتزامنا مع تصريحات جهانغيري نشرت على مواقع التواصل الاجتماعية صور تُظهر قاليباف مع قائد الشبيحة (حسن كرد ميهن) الذي اقتحم مبنى السفارة السعودية في طهران.

وهكذا شنّ المرشح الإصلاحي جهانغيري هجوما كاسحا للمرشح المحافظ قاليباف عطّل خلاله جميع أجهزته الدفاعية, ووفق جهانغيري إن الهجوم على مبنى السفارة السعودية كان مبرمجا مخططا من أجل إفشال حكومة روحاني في سياساتها الاقليمية وعلى رأسها رأب الصدع مع السعودية وما كان قصدهم الاحتجاج على إعدام الشيخ السعودي المعارض نمر باقر النمر فحسب. كما لم يبادر أحد باقتحام السفارة العراقية بعد استشهاد عدد من مراجع الشيعة ومنهم السيد محمد باقر الصدر من قبل النظام البعثي البائد.

اقرأ ايضاً : مسؤول في الحرس الثوري يشتم الرئيس روحاني!!

وعند ما اتهم قاليباف، جهانغيري بأنه مرشح الظل للرئيس روحاني، ردّ عليه جهانغيري بأنه لن يستأذن أحدا للترشح وأن سجّل أعماله أغنى وأثرى بكثير من سجل قاليباف وتابع جهانغيري بأنه يمثل التيار الاصلاحي العريق.

وبالرغم من أن جهانغيري سوف يتنحى لصالح الرئيس روحاني، إلا أنه ترشح من أجل الدفاع عن روحاني وحكومته من موقع ممثل التيار الاصلاحي في إيران الذي فشل المحافظون في هزيمته بالرغم من استخدام بندقيتهم ضده.فإن المحافظين احتلفوا بالقضاء على التيار الاصلاحي بعد الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية عام 2009 وفرحوا بالتفرد على السلطة ولكنهم تفرقوا وعاد التيار الاصلاحي إلى الواجهة، لأن جذور هذا التيار تمتد إلى صلب المجتمع الإيراني,

وتبين خلال تلك المناظرة بأن المرشح المحافظ الثاني ابراهيم رئيسي ليس لديه رؤية ولا خطة واضحة ولا ثقافة تعادل أدنى المستويات عند المرشحين الآخرين.

وأما الرئيس روحاني ظهر في تلك المناظرة من موقع الرئيس الفعلي وليس المرشح، وحوّل مهمة الدفاع عن حكومته إلى معاونه الأول اسحاق جهانغيري الذي كان فعلا نجم المناظرة الأولى وأطلق رصاص الرحمة على المرشح المحافظ الأكثر حظا قاليباف.

وهكذا تبين الخيط الأبيض من الأسود للانتخابات الرئاسية عبر تلك المناظرة المثيرة للغاية التي يمكن تسميتها بأل كلاسيكو الإيرانية لعب فيها جهانغيري للرئيس روحاني و أدي له دور البرازيلي نيمار للأرجنتيني ليونل ميسي في فريق برشلونة.

المناظرة الثانية ستعقد في الجمعة القادمة.