سنوات من القتال إلى  جانب النظام السوري، والكثير الكثير من الضحايا والتضحيات انتهت أو  تكاد إلى  تسليم سوريا لبوتين حليف اسرائيل الاول، من دون معرفة أي  أفق  سياسي سوف تؤول إليه  الأمور  في المفاوضات السياسية، التي يغيب عنها أي  مشروع سياسي ايراني غير الموجود أصلا.  

سنوات من الفراغ الرئاسي في لبنان، افضت إلى  وصول ميشال عون إلى  بعبدا، ومرور مئة يوم على هذا الوصول،  ولبنان هو لبنان، ما تغير فقط هو التسميات، فبدل أن تكون الضرائب المطروحة تحسب على الحريرية السياسية، صارت موضع ترحيب عند العونية السياسية، وحل ازمة السير الخانقة صار عبر تنقل الصهر بالمروحية، ومعالجة مجرور الليطاني صار عبر منع المواطنين من زراعة البطاطا وعلى هذا المنوال فقس.

اقرأ ايضاً: أمونيا - ديمونا - ومجرورنا

وكأن حزب الله لا يجيد إلا فن القتال، ولا هم عنده إلا زيادة ترسانته العسكرية حتى إذا ما حقق انتصارات ميدانية أو  وصل إلى  السلطة وفرض على اللبنانيين خياراته نجده أكثر  تلبكا وأعظم  ضعفا وأشد  ركاكة، فهذا الحزب العملاق عسكريا والضخم قتاليا والمتفوق أمنيا ، نجده بنفس الوقت طفلا لا يجيد الحبو سياسيا أو انمائيا ، فلا نوابه بالبرلمان اللبناني لهم لمساتهم التشريعية أو حضورا اضافيا ولا وزراءه في الوزارة عندهم ما يسمن أو  يغني من جوع .

إنه  حزب لا يتقن إلا  القتال والموت والشهادة والرصاص والصاروخ والخندق والدم والتشييع والعزاء  ... حتى إذا  ما واجه الواقع وازماته ومشكلات جمهوره وباقي المواطنيين وطولب بالمساهمة ولو قليلا بايجاد الحد الادنى من الحلول أو  طولب بطرح مشروعه السياسي والاقتصادي والانمائي ...... هرب إلى فلسطين .