سقط الرهان تلو الرهان على سوء نية المتفاهمين المسيحيين من حيث أكدا صدق النوايا في مصالح مشتركة وفرت لكليهما حاجته المسيحية ودوره في السلطة كمحاصص أساسي لا فرعي كما كان قبيل التفاهم حيث كان يرتكز الطرفان في حضورهما لكل من حزب الله وتيّار المستقبل
 

في تقيم أولي لحصيلة التفاهم بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بعد مرور عام كامل تبدو النتائج مريحة لكلا الطرفين بعد حملة شكوك كبرى قادها المعترضون على تلاقي الخصمين في أصعب الفترات حراجة للمسيحيين بعد أن زاد من تمزقهم السعي المميت لرئاسة الجمهورية .
نجح تفاهمهما في في رئاسة التيار الى القصر وفي تحسين وضع القوات وزارياً من خلال حكومة تعكس مزاج ورغبة التفاهمات الموسعة ما بين التيارين الحر والمستقبل وحزب القوات والتي ستتيح تفاهماً إنتخابياً بينهم كون الستين أو المختلط يلبي حاجة هذه الأطراف إنتخابياً فيصادر الحزبان المسيحيان الصوت المسيحي والنتائج الانتخابية كما يعطي المستقبل اكثريته المهددة من قبل اللواء أشرف ريفي المستعد لمعركة إنتخابية فعلية اذا تمّت من دون تدخل أشباح الانتخبات المتحكمة بالنتيجة الانتخابية لصالح قوى أمر الواقع والسلطة.

 

إقرأ أيضًا: مرحبًا بلبنان السعودي القطري
سقط الرهان تلو الرهان على سوء نية المتفاهمين المسيحيين من حيث أكدا صدق النوايا في مصالح مشتركة وفرت لكليهما حاجته المسيحية ودوره في السلطة كمحاصص أساسي لا فرعي كما كان قبيل التفاهم حيث كان يرتكز الطرفان في حضورهما لكل من حزب الله وتيّار المستقبل . ويبدو أن التفاهم ماضى الى ما هو أبعد من الانتخابات النيابية وتقاسم نفوذيّ الشارع والسلطة الى وحدة غير هشّة أو مفروضة من قبل سلطات الوصاية كما هو حال الطوائف الأخرى لأنها نابعة من إرادة العدوين في تحسين صورة الوضع المسيحي بقيادتهما في مرحلة يُدمر فيها الوجود المسيحي في سوريا والعراق وقد استفاق المسيحيون اللبنانيون الى ضرورة إنقاذ هذا الوجود بوحدة داخلية للأقوياء لتثبيت الوجود وتفعيل الحضور من بوابة الدولة باعتبارها السقف السياسي الحامي للأقليات بعد أن أثبتت التجربة أن المشاريع الخاصة لا تحمي جماعة أو أقلية كما كانت دعوة البعض الى حمل صليب التقسيم والانفكاك عن الدولة الجامعة.

إقرأ أيضًا: خطوط تماس بين الروس وحزب الله
تكمن خطورة التفاهم أنه إحياء طائفي لا يبني وطناً بقدر ما يبني مصالح زعامة سياسية ترعى مصالح حاشية خادمة لهذه الزعامة وهذا ما يعطل دوراً مسيحياً نراهن عليه لنقل الدولة من حياة المزرعة اليائسة الى منظومة المؤسسات وهذا ما سيبقي البلد في نفق الحسابات الطائفية ولن يسمح لعملية الاصلاح أن تأخذ دورها لعدم توفر نخباً سلطوية تدفع باتجاه الاصلاح والتغيير الفعلية في بنيتيّ السلطة والدولة .
عودة المسيحيين الى مارونيتهم السياسية قد تكون مفيدة للطامعين بفرص سياسية مؤقتة لكنها ستدفع بهم الى بؤس جديد لأن منطق الطائفة أثبت فشله في الحماية وهو من أنهك المتمسكين به ودفع بالبلد الى حروب ضروسة مازلنا نعيش في آتون نارها.