للوهلة الأولى، فإن مشهدية اليوم الانتخابي الطويل يكاد ينبئ بأيام جميلة ومستقبل لطالما تمنياه نحن المواطنون، فأعلام حزب الله عانقت أعلام القوات اللبنانية، وأعلام حركة أمل ترفرف مع أعلام المستقبل والمردة وكل الآخرين !! 
اختلطت الألوان وشكّلت ما يشبه قوس قزح يبشر بانزياح هذه الغيوم السوداء التي استوطنت طويلا في سماء الوطن المسكين ، وعلى صدر المواطن الذي يئنّ تحتها منذ عقود وعقود. 
هذا من حيث الشكل، أما من حيث المضمون فإن جميع اللبنانيين يعرفون تماما أن هذه الصورة الرائعة ما هي إلا ولادة لحظة فرضتها اعتبارات وصول الرئيس ميشال عون إلى قصر بعبدا ليس اكثر. ألا وقد وصل من أُريد توصيله، فإن كل محاولات أركان ما كان يسمى قديما ب 14 آذار عبر تصوير مشاركتهم بالحدث " التاريخي " أشبه ما يكون بانتصار أو على أقل التقدير محاولة الإيحاء بأن انتقالهم إلى الضفة الأخرى لم يكن رضوخا أو استسلاما بل هو فعل إيمان تفتقت عنه أدمغتهم الانهزامية ووصوليتهم العتيقة التي لم توصلهم ولم توصل جمهورهم إلا إلى المزيد من الانبطاح. وهم يعلمون علم اليقين، أنّ القادم من الأيام ستكون الكلمة العليا فقط لمن يحمل السلاح، وأن مشهدية الأمس ستذروها رياح الغلبة في لحظة تأليف أو ساعة توزيع مقاعد وزاريّة،  ولن يبقى من ذلك اليوم الانتخابي إلا صدى ذلك الصوت الصادح: ثورة الأرز .... ورقة ملغاة .