لم يجد الاستاذ ابراهيم الامين رئيس تحرير جريدة الاخبار مثلبة أو ممسك حقيقي على قائد الجيش العماد جان قهوجي ليستعملها كمنصة إطلاق عليه خدمة منه لجنرال الرابية، فاستعان لذلك بحكايات وقصص هي أقرب ما تكون إلى حكايات نسوان الفرن أو خبريات صبحية جيران البناية، أو كروايات ثرثار السهرات الذي وإن لم يجد ما يرويه أو من يغتابه في السهرة فيطلق حبال خياله على قصص ينسجها بهدف إضحاك الموجودين .
وليس مهما حينها أن تكون القصة متينة أو مترابطة أو حتى فكاهية، فهو يعلم أن الموجودين حوله سوف يضحكون على كل حال، إما يضحكون منه أو يضحكون عليه، كل (المهم أن يرضى من يدفع أجار البيت ) وغالبا ما تكون شخصية هذا الثرثار شخصية هزلية أقرب ما تكون لشخصية محشش أو سكران لا يدري ماذا يقول أو كيف يصل الى النهاية المحضرة سلفا بغض النظر عن المقدمة .
وهذا ما حصل تماما مع صاحبنا بوب، ولكي يقنعنا بأن خيار دعم ترشيح ميشال عون للرئاسة اخترع قصة لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد، ولأنه الصحافي المتمرس بعالم الصحافة ورئيس تحرير فهو يعتقد بأنه لا يحتاج البتة ولا هو مضطر الى تدعيم قصته الخيالية لا بالاسماء ولا وبالارقام .  
فيكفي أن يقول مثلا أن مجلس ادارة أحد المصارف !! ماذا يعني مصطلح أحد المصارف ؟؟ هذا العنوان الذي يشمل كل مصرف عامل على الاراضي اللبنانية من مصرف صادرات ايران ( حبيب قلب بوب ) الى البنك المركزي، مرورا بعشرات المصارف، وحتى لو سلمنا جدلا بتحديد إسم هذا المصرف المجهول واجتماع مجلس ادارته، فما هو ذنب العماد قهوجي بالموضوع ؟ ومن قال أن العماد قهوجي رضي عن هذه التسهيلات فضلا أنه قد استعملها سابقا ؟؟ 
وعلى عادة ثرثار السهرات ولكي يدعم توليفاته، فإنه يحاول دائما أن يسرد في مروياته بعض التفاصيل الصحيحة كأن يقول وهو يروي كذبته الواضحة عن كيفية اصطياده لاربعين " فرة " بضربة واحدة، يخبرك قبلا انه اشترى بندقية " الجفت " بسعر الف دولار من المحل الفلاني وأنه أصلي صنع ايطاليا، وبعد هذه المعلومات المهمة جدا يخبرك انه أسقط ما أسقط ، واذا لم تصدقه "روح عد" 
وهنا استعمل رئيس تحرير جريدة الاخبار اسلوب الثرثار نفسه، عندما ذكر لنا أسماء عائلة العماد قهوجي من الزوجة والابناء كي يوحي بأن قصته ليست من نسج خياله المخابراتي أو خياله المرضي بل مسندة الى معطيات دقيقة، لكنه كما الثرثار لم يخبرنا عن المبالغ النقدية التي وضعت في حسابات العائلة بل انتقل فورا الى مساءلة العماد عن مصدر هذه المبالغ ومن اين له هذا ؟؟؟ ولم نعرف عن أي ( هذا ) يتحدث! لان الرقم الوحيد المذكور في كل  الرواية هو الرقم الذي جاء على لسان مجلس الادارة للمصرف المجهول، كرقم افتراضي يسمح له به ! 
أهضم ما في كل القصة هي النهاية التي وصل اليها هذا الممانع الشرس. فالثرثرة الفارغة عن العماد قهوجي المشغول على طول المحاور الحدودية من الناقورة (موجود في كفرشوبا لحظة كتابة هذه السطور  )  وصولا الى نقطة العبدة، أوصلته الى نتيجة واحدة ( ما بعرف كيف ) أن المرشح الانسب للرئاسة هو جنرال الرابية !! 
بالختام وبعد محاولة التوقف عن الضحك عند الفراغ من قراءة مقالة الاستاذ الامين، ولانه لم يجد على العماد قهوجي أي تهمة عمالة ( وهي الاهون عند بوب ) أو لعله قد تعمد تجنب ذكرها حتى لا نتذكر وقفة عون مع الاسرائيليين على المتحف، ولانه لم يجد أي خلل له في قيادة  قهوجي للجيش كأن هرب من مواجهة ما أو انه ترك جنوده وضباطه في أي معركة، ولانه لم يجد أيضا أي سعي شخصي أو طموح جنوني يركض خلفه ويعطل البلاد والعباد لاجله، لانه لم يجد اي من هذه وذاك فإنه المسكين اضطر لاختراع قصة تضحك الثكلى، وهذه بحد ذاتها تعتبر منقبة تضاف الى مناقب العماد قهوجي  والذي لا يسعنا هنا الا أن نقول له ،، هنيئا لك هذا