تتوالى منذ مدة طويلة بيانات الجيش اللبناني حول تعرض الجيش لاعتداءات ارهابية واطلاق نار على الحواجز التابعة للجيش والاماكن التي ينتشر بها او خلال المهمات التي يقوم بها على الارض في أكثر منطقة في لبنان ,وتتصاعد هذه الاعتداءات بين منطقة وأخرى في الشمال والجنوب والبقاع وكان آخرها ما حصل في مدينة صيدا .
وقد باتت هذه الاحداث تؤشر إلى وجود خطة للنيلل من الجيش اللبناني على مستوى الوطن ككل ويعتقد البعض ايضا أن هناك محاولة لتوريط الجيش في مواجهة غير معلومة النتائح مع الجماعات الارهابية المسلحة التي باتت تسرح وتمرح على كافة الاراضي اللبنانية .
وفي خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم أمس مؤشرات على مرحلة خطيرة سيواجهها الجيش اللبناني في صراعه مع المجموعات الارهابية وربما يكون ذلك في سياق خطة يقودها حزب الله لتوريط الجيش أكثر فأكثر في مواجهة المجموعات الارهابية التي تسهدف حزب الله على طريقة ما حصل في صيدا من مواجهات بين الجيش وأحمد الأسير .
وفي معلومات خاصة لموقع لبنان الجديد ان ما حصل في صيدا مؤخرا لم يكن بمستوى ما نشر في الإعلام ولم يكن الجيش هدفا مباشرا لأي اعتداء بل إن ما حصل كان نتيجة كشف مجموعة إرهابية قام الجيش بمواجهتها مباشرة , ويرى بعض المراقبين أن الجيش لم يكن حقيقة مستهدفاً، ولو كان الأمر كذلك فيعني أن البلاد دخلت في نفق قاتم ومظلم، حين تصبح المراكز العسكرية هدفاً لعمليات انتحارية، ما يعني انتقال الصراع إلى مستوى جديد، يُهدّد باستنزاف كامل للمؤسسات العسكرية والأمنية وتقويض لما تبقّى من معالم الدولة وهنا نستعيد ما قاله السيد نصر الله يوم أمس والذي قد يندرج في الخطة التي أشرنا إليها .
ونقلت اليوم صحيفة اللواء عن خبراء عسكريين أن الجيش يواجه مخاطر جدّية ناجمة عن انفلات الساحة اللبنانية نتيجة تداعيات الأزمة السورية وما استقطبته من تيارات أصولية ومنها تيارات «تكفيرية» تقاتل في سوريا وليس بعيداً إمكانية تسربها إلى لبنان، لا بل إن لدى الأجهزة الاستخباراتية معلومات عن احتمال استهداف مراكز أمنية وغير أمنية. إلا أن هؤلاء الخبراء لا يرون أن لبنان تجاوز خط اللاعودة، رغم أعمال التفجير التي وقعت والاعتداءات التي حصلت ضد الجيش في غير منطقة، بقدر ما يعتبرونه «جرس إنذار» لمختلف الأفرقاء السياسيين على تنوّع انتماءاتهم، مما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع إذا خرجت الأمور عن السيطرة.
وأشار هؤلاء الخبراء إلى أن الرهان على إمكانات تدارك خطر الانكشاف الكلي للبلاد والانزلاق إلى الفوضى التامة بدأت تضيق وذلك في ظل انغماس حزب الله في الأزمة السورية ومن يتابع خطاب نصر الله يوم أمس من أن هذه الأزمة ستطول حيث ربط نصر الله قتاله في سوريا بمصيره الوجودي وهذا يعني أن انعكاسات هذا الانغماس سوف تزداد على الداخل اللبناني. فما يعتبره نصر الله جهاداً في سوريا ضد جزء من الشعب السوري سيولد حكماً جهاداً ضده وضد بيئته في لبنان. وقد وصلت عمليات التفجير إلى عقر داره في الضاحية الجنوبية، كما استُهدف مقاتلوه المتوجهون إلى سوريا بعمليات مشابهة، وكان آخرها عملية صبوبا في جرود منطقة اللبوة البقاعية التي طالت مركز تبديل لمقاتليه، وهي عمليات مرشحة لارتفاع وتيرتها في ظل استمرار نصر الله في إعلان حربه على شعب يقتله ويشرده ويهجره، في معركة أخذت أبعاداً مذهبية بانخراط الميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية والإيرانية فيها.
وفي ظل هذا الواقع فإن حزب الله بطريقة أو بأخرى وبشكل مباشر أو غير مباشر سيضع الجيش اللبناني في مواجهة مباشرة مع من يسميهم التكفيريين والدلالات على ذلك كثيرة تبدأ من نشر صحيفة الأخبار لمعلومات عن عرسال وغيرها وتنتهي بما أعلنه يوم أمس الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله وبناء عليه ندرك جيدا أن الجيش اللبناني هو فعلا امام مرحلة مصيرية وخطيرة .

كاظم عكر