"تويتر" لا شك أنها تطور نوعي في سياق خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وعلى الرغم من أنه ذكرها مرة واحدة فقط، لكن كان لها ارتكازا مفصليا في كلمته. هذه المرة كذّب السيد حسن تويتر في تبني كتائب عبدالله عزام لاغتيال القيادي حسان اللقيس، واتهم العدو الاسرائيلي باغتياله، علما أن السيد في موقف آخر اتهم المملكة العربية السعودية بتفجير السفارة الايرانية قائلا وقتها ان الكتائب نفسها تبنت التفجير عبر تويتر. في السابق صدّق السيد تويتر، واليوم كذّبه. هذا التخبط والتناقض لا يقتصر على هذه بل ينسحب على كل سلوكيات حزب الله.

السيد نصرالله أعلن انه ليس فاضيا لأحد في لبنان، بل همه اسرائيل ومقاومتها، فيما يحشد قواته ومقاتليه للارتزاق في سورية وذبح الشعب السوري وتهجيره.

في سياق تبريره دخوله الى سورية وغرقه بدم شعبها، اعتبر نصرالله ان الثورة سرقت، في السابق لم يعترف بوجود ثورة بل قال إنها مؤامرة، وصولا الى مقولته الشهيرة ( ما في شي بحمص) اليوم أعلن السيد انه كان على خطأ في موقفه المعادي للثورة أما اليوم فموقفه صحيح لأن الثورة سرقت، وهذا ما يعيد الى أذهاننا كلامه عن حرب تموز ( لو كنت أعلم) وماذا سيقول السيد فيما بعد بحال اكتشف أنه على خطأ، وأقحم في صراع يدينه التاريخ عليه.

أسهب سيد المقاومة ان القاعدة في سورية، فهل له أن يقول لنا لماذا تورط في هذه الحرب؟ ولماذا يقحم لبنان واللبنانيين في هذه الحرب؟

عن قوى ١٤ آذار وخطابها المرتفع حسبما أعلن نصرالله توجه الى هذه القوى مناشدا اياها بأن تحترم نفسها وجمهورها حينما تعلن ان حزب الله تكفيري وقاتل، ولكن السيد تناسى خطاباته المرتفعة والمخونة والتي ما زالت مستمرة الى الآن، فلطالما وصف خصومه بأنهم عملاء للخارج، وخونة وكل همهم هو ضرب المقاومة، ومن ثم أعلن استعداده للحوار معهم والجلوس على نفس الطاولة. فماذا عن احترامك لنفسك وجمهورك يا سيد حسن؟

أما المفارقة الأساس في كلام السيد نصرالله فتجلّت في كلامه عن الجيش اذ قال:"إن الجيش هو الضمانة الوحيدة، وفي ظل الفراغ القائم في المؤسسات، يبقى الجيش هو الذي من المفترض أن يستلم زمام السلطة." وهذه اشارة الى المرحلة الآتية والتي بلا شك ستحمل المزيد من التوترات الأمنية للوصول الى ما قاله السيد.

ولكن في النهاية وأمام هول تناقضات السيد نصرالله لا بد من القول أنه على السيد أن يرأف بنفسه وبجمهوره.