لطالما اعتمد النظام الاسدي ( الاب والابن ) ومنذ لحظة استلام زمام السلطة في سوريا على عاملين اساسيين يشكلان ضمانة لاستمرار وبقاء العائلة الحاكمة في سدة السلطة ، الاول داخلي عماده 4 اجهزة مخابرات يتقنون اعتى اساليب التعذيب والاستبداد لقمع اي امكانية لاحتمال ظهور صوت معارض ولو همسا ، اما الثاني فهو عبر امساك هذا النظام  وبشتى الوسائل لملفات اقليمية يستعملها ال الاسد لتقديمها الى المجتمع الدولي كأوراق تفاوضية من اجل ابتزازه في سوق البيع والشراء الاكتسابي على ان يكون الثمن الدائم والثابت هو استمرار آل الاسد على سدة الحكم في دمشق , وامام هذا الثمن ترخص كل انواع البضاعة ( الجولان ، الاسكندرون ، ... ) من هنا وعشية انعقاد موتمر جنيف 2 المعني بالدرجة الاولى بمستقبل هذا النظام الذي كما يبدو يخشى ان يذهب اليه خالي الوفاض بعد عجزه عن احراز انتصارات ميدانية حقيقية رغم كل الصريخ  والتهويل الاعلامي الذي لا يسمن في جنيف ولا يغني عن جوع التسويات ، حتى ان كثرة الاعلان عن " فتوحات " الجيش العربي السوري صارت اقرب الى المهزلة منها الى الواقع الذي لو اردنا تصديق كل ما يدعيه اعلام الممانعة من تحرير للقرى والمدن فهذا يعني ان كتائب الاسد الان تقاتل على تخوم اوروبا وفي قلب اسيا الوسطى وليس في الغوطة وفي قلب دمشق ! وهذا قد يدفع العقل المخابراتي الاجرامي لهذا النظام وفيما تبقى له من وقت الى الاندفاع نحو العمل على استحضار الورقة الاخرى من النوع الخارجي يرمي بها على طاولة التفاوض ، ولانه " ما في بالميدان الا حديدان " وبكل اسف فان " حديدان " هنا هو بشكل حصري لبنان بما يمثل من الحلقة الاضعف ، ولان الفريق السوري لن يكتفي بما يخلقه من فراغ في المؤسسات الرسمية كاداة تفاوضية في مرحلة مصيرية كالتي نشهدها الان مما يجعل من لبنان بواقعه الراهن باعتباره ورقة كاملة المعايير لتقديمها على مذبح جنيف , مما قد يستدعي ما هو اكثر من ذلك بكثير كالعمل على احكام القبضة الامنية والعسكرية على كامل البلد من اجل سوقه كرهينة مخطوفه ، حينها يمكن ان يشكل بنظرهم مادة تفاوضية ، ومن هذه الحاجة الملحة يطرح السؤال الملح ، هل سيقدم حلفاء نظام آل الاسد وعلى رأسهم حليفهم الاوفى حزب الله على السيطرة الميدانية لوضع اليد على كامل البلد قبل الذهاب الى جنيف ؟ وهذا يمكن ان يكون تحت عناوين مختلفة ومختلقة كالاستنفار العام في صفوف "المقاومة " كرد على تحركات العدو الاسرائيلي او كمساندة لما يتعرض له الجيش اللبناني من هجمات ارهابية ، ومن هنا استطيع ان افهم بالتحديد ما حصل على الحدود الجنوبية في منطقة الناقورة ، ولا ادري ان كان ما حصل في صيدا يصب ايضا في نفس الاتجاه ،، الا ان المؤكد الوحيد هو ان من الان والى حين موعد انعقاد مؤتمر جنيف فمن المحتمل ان يشهد لبنان " انتصارات " امنية علها تكون بديل عن انتصارات مفقودة في سوريا .