في عين الشمس ينظر محمد، يناجي الافق علها تعجل عودته الى حارته في حمص،فالحرب هجرته واقتلعته عن مقاعد دراسته ، ليبقى الحنين يكوي أوقات الفراق، فأحمد يفتقد الى مقاعد الدراسة ويقول في حديث لموقع "لبنان الجديد":" نجلس كل النهار ليس لدينا شيء نفعله، كلي امل بأن اعود قريبا الى سورية لأعود الى الحياة." حال أحمد كحال الكثيرين من السوريين الذين هجروا ديارهم قسرا بفعل إجرام نظام البعث، فسكنوا الخيم هنا في مخيم بر الياس المؤلف من قرابة المئة خيمة ويحوي حوالى مئة وخمسين عائلة سورية، تخال نفسك في حارات الشام القديمة، هكذا يتخيله قاطنوه،فيما يشكون أحوالهم وسخط العالم لهم خصوصا على أبواب الشتاء على الرغم من وجع هجرتهم الصامت يرفعون شارات النصر إيمانا بانتصار موعود فأبو محمد يشير في حديث لموقعنا الى أنهم ليس لديهم غاز ولا وسائل تدفيئة خصوصا على أبواب الشتاء ويضيف:" هيئة الامم ووكالة غوث اللاجئين يأتون إلينا بوعود ووعود ولا يقدمون لنا شيء سوى بعض المواد الغذائية التي تكاد لا تكفينا." أما حسن فيشير الى ان ولده ذو الثلاثة أشهر لديه التهاب رؤوي ولم تقم اي جمعية أو مؤسسة صحية بتقديم العناية والرعاية له وحياته مهددة.

الى بيئة إنعدمت فيها كل مظاهر ومقومات الحياة يلجأ السوريون بعد أن دفعهم إجرام النظام للهروب خارج بلدهم المدمر. كثر من اللاجئين الى لبنان لم يحصلوا سوى على مأوى لا يصلح أساسا للسكن ما أوجد بيئة حاضنة لكثير من الأمراض التي قد تتفشى بسرعة كبيرة ومنها مرض شلل الأطفال. وللوقاية المبكرة من هذا الفيروس الخطير أطلقت الدولة اللبنانية بالتعاون مع منظمة اليونيسيف الحملة الوطنية لتلقيح كل الأطفال دون الخمسة سنوات. هذه الحملة لن تشمل لبنان فقط بل امتدت من مصر وصولا الى تركيا. لدينا في لبنان تحد من نوع خاص للوصول إلى جميع اللاجئين لأنهم موزعون على أكثر من 1،500 بلدية لذلك فإننا نحاول الوصول اليهم من خلال مراكزنا والمنظمات غير الحكومية. حملة الوقاية من مرض شلل الاطفال مستمرة في حين أن البيئة الراعية لهذه الامراض لا تزال مكشوفة فتأمين البيئة الصحية هي الحل الامثل كما تقول الحكمة الوقاية خير من قنطار علاج.