يتساءل بعض المراقبين عن السر في سرعة قبول النظام الاسدي تسليم ما كان يعتبر " سلاح توازن استراتيجي " مقابل نووي العدو الاسرائيلي ! اما انا فلا اعتبر ان هذا التساؤل مشروع او حتى منطقي وان من باب تسجيل النقاط او محاولة تحريك ادمغة مناصرينه وفتح اعينهم , لان السؤال الاجدى على هؤلاء وعلى كل اتباع ما كان يسمى سابقا بمحور الممانعة من اوله الى اخره هو : ما هي الغاية او الهدف او الضرورة او المعنى او الجدوى من اعتماد خيار الممانعة والمقاومة ؟؟ اليس لاننا نعتقد جازمين بأن بين ظهرانينا انشيء كيان غاصب وعدو " غاشم " يتربص بنا الدوائر ويريد ينقض علينا يقتلنا ويقتل اطفالنا ويسبي نساءنا ويدمر حاضرنا ومستقبلنا ؟؟؟ اليس هذا هو الداعي والدافع لانحيازنا ودعمنا لخيار الممانعة ؟ وبالتالي فان قيمة الالتزام بهذا الخيار هو اعتقادنا بان فيه ومعه نستطيع حماية انفسنا ودرء الخطر المحدّق بنا من بعيد !! اما وان الخطر وكل تبعاته وفظائعه ومآسيه صار يصيبنا وبأضعاف مضاعفة ليس من العدو المفترض وانما ممن كان يدعي حمايتنا ومن الذي ما كان مبرر وجوده الا تحت يافطة انه القادر على ابعاد شرور العدو الطبيعي عنا , هذا يعني بان التحول والتبدل الخطير هو في اصل وجود حاملي راية الممانعة , واضحت الغاية كل الغاية عندهم هي نفس الحفاظ على وجودهم ولو بأي ثمن ,, وهذه المعادلة البسيطة نراها غائبة عن بسطاء الممانعة بحيث نجدهم يدعمون نظاما او حزبا يقتلنا ويدمر وطننا ويقضي على ما تبقى من مؤسساتنا ومستقبل اولادنا بحجة خوفنا من العدو ان يقوم باقل من ذلك !! ومن هنا وبعد هذا التحول الاساسي والجوهري فان هذا النظام ومن لف لفه حاضر ان يفعل اي شيء يخدم هدفه الجديد لحماية نفسه وضمان بقائه واستمراره , وبالتالي فلا اجد اي معنى لهذا الاندهاش من خطوة التنازل السريع ووصفها بالخطوة المهينة او المذلة , لان لسان حال من اقدموا عليها يقول وبالفم الملآن : بلا توازن ,, بلا بلوط