عند كلَ منزع خطر تبرز دعوة الى الحوار وبعد كلَ أزمة سياسية تخرج أصوات داعية الى الحوار وبعد كلَ حوار ينعي المتحاورون الحوار وتبدأ من جديد اللعبة ذاتها أزمة ثمَ حوار ثمَ أزمة مضاعفة ودعوات الى الحوار مسلسل أسوأ من المكسيكي بكثير أقله في المكسيكي تشاهد الماء والخضراء والوجه الحسن في حين أن مسلسلنا اللبناني يضمَ ممثلين لا صوت لهم ولا صورة وهم يؤدون الأدوار بأمانة متناهية ويتقيدون بالنصَ ولا يخرجون عنه حتى لا ينزعج الكاتب العربي أو العجمي فيقاضي المرتجلين والمغردين خارج سرب النصَ المدبلج .
يقيناً شاهدنا مسرحيات ناقدة لوضعنا العربي وقد أحاطنا فريق الرحابنة بنماذج مضحكة وكذلك فعل "غوار" طيلة مشواره الاعتراضي على طريق السلطة وآخرون من طينة الفنَ للفنَ أو الفنَ المؤثر والمؤدي الى تنفيس احتقانات الشارع العربي بابرة معبأة بجرعة زائدة من الضحك الساخر .
تعليقاً على الحوار الذي لا غنى عنه في بلد الحوار أجزم بأن النظام السياسي مقبرة الحوارات لأنه يسمح بحوار بين لبنانيين وكأنهم جماعات وافدة من أمكنة بعيدة وهم بحاجة الى أن يتفاهموا على الصغيرة والكبيرة قبل البدء بالعيش المشترك أجل وضع يسمح للبنانيين التحايل على بعضهم البعض تحقيقاً لمكاسب غير وطنية هو وعاء متصدَع تتسرَب من شقوقه ماء السيادة وهو دلو للاستعمال الشخصي .
أيَ حوار بين وطنين شرفاء وعملأ خونة بين ملائكة وشياطين الانس والجنَ بين أتباع الغرب وعرب الغرب وبين أتباع محورالممانعة والمقاومة بين حملة السلاح المقدَس وحملة سلاح الفتنة ..أيَ حوار ومن سيحاور من ؟ بالواسطة أم بالمراسلة ؟ زعيم ورث الزعامة الوطنية والدرزية وكان ركن أساسي في الحرب والسلم يعتصم في المختارة مخافة من رصاصة طائشة أو عبوة صامتة تلحقه بوالده المعلم كمال جنبلاط وزعيم آخر ورث ثروة أبيه الطائلة في المال والسلطة اضافة الا شهادته اللبنانية والعربية والدولية وتيَاره يشكل رافعة أساسية لقوى الرابع عشر من آذار ويمثل طائفياً لكثرة سنية هارب لدواع أمنية وزعيم خبرته الحرب الأهلية وكان أحد قادتها وقواته تمثل حيوية المجتمع المسيحي عموماً والماروني خصوصاً اذ حافظ على تمثيله للشباب باعتبارهم أدوات الفعل في المجتمع وهو أوَل اثنين أو ثاني اثنين ممثلين للطائفة المارونية مختبىء بين الأرز بعد أن أخطأته رصاصة عمياء .وهكذا حال القوم من أهل السياسة والحوار الذين يريدون حواراً نتائجه معروفة لأنهم غير قادرين على ايجاد تقاطعات في العناوين التي يختلفون عليها : سورية – السلاح – الدولة ومؤسساتها – علاقات لبنان العربية والدولية - فلسطين ............الخ ومن ثمَ فالحاور يكون بين أقوياء لتستوي طاولة الحوار أمَا حوار بين أقوياء وضعفاء فهو املأ شروط لذا يهابه الضعفاء ويعتبرونه شكل من أشكال الضغط لا مجال للوصول الى حلَ