ما زال حزب الله ماض في تورطه في الأزمة السورية من ألفها إلى يائها ,وقد بات الحاضر الأبرز على الساحة السورية سياسيا وعسكريا وبات هذا الحضور يشكل استفزازا كبيرا لشرائح شعبية كبيرة في لبنان خصوصا والوطن العربي عموما وخصوصا بعد سقوط مدينة القصير السورية وما رافقها من احتفالات النصر من قبل المؤيدين والمناصرين ,الأمر الذي أدى إلى صدور مواقف عديدة شاجبة ومستنكرة وعمّت هذه المواقف جميع الأقطار العربية وجاءت على لسان عدد كبير من السياسيين  والمثقفين ورجال الدين وشملت مختلف طبقات المجتمع العربي كان آخرها ما صدر عن مفتي الديار السعودية وما صدر عن بعض مشايخ الأزهر الشريف ,وقد لامست الكثير من التصريحات حد الخطورة لما صدر خلالها من تحريض طائفي ومذهبي  وخصوصا في لبنان حيث صدرت مواقف عديدة من بعض الأفرقاء في 14 أذار  والتي تعدّت في بعضها الإدانة والاستنكار لما يقوم به حزب الله  لتصبح هذه المواقف في سياق التحريض الطائفي والمذهبي المقصود أو غير المقصود ومع الأسف فقد اتخذت بعض المحطات التلفزيونية هذا الموضوع كمادة إعلامية أدت إلى مزيد من الإحتقان الامني والسياسي والمذهبي كانت أولى ضحاياه على مقربة من السفارة الإيرانية في بيروت .
إن تسارع الاحداث بهذه الطريقة المخيفة والخطيرة يضع الجميع أمام مسؤوليات كبيرة وخصوصا حزب الله الذي بات وحده في الموقف الصعب وعليه إعادة النظر في خياراته ومواقفه التي أدت إلى ذلك وخصوصا خياراته ومواقفه من الأزمة السورية وقد باتت المرحلة بخطورتها بحاجة إلى موقف جريء من قيادة حزب الله بإعادة الأمور إلى نصابها وتجنيب الوطن والامة فتنة الإقتتال المذهبي .