إن طرح الحلول والتذرع بعدها بال ما خلونا ناتج إما عن قصر نظر وإما عن رغبة في الابقاء على الازمات للاستفادة منها، وفي كلا الحالتين فإن الحزب يتحمل هو مسؤولية كل الفشل والكوارث التي أوصلنا إليها .
 

اذا كانت ال "ما خلونا" التي رفع شعارها التيار الوطني الحر لتبرير فشل عهده وايصال لبنان الى ما هو عليه من جحيم، واذا كانت ال "ما خلونا" التيارية تستهدف بشكل أساسي نبيه بري وخلفه ومعه باقي المنظومة بحسب الادبيات العونية، فإن ال "ما خلونا" الحزباللهية هي بالتأكيد تستعمل في سياق آخر يتلاءم مع حجم الحزب وامكانياته وامتداداته الخارجية ولو أن لها نفس المؤدى، فتحضر حينئذ اميركا بعظمة جلالتها لتحل محل بري وجنبلاط ورياض سلامة.

 

منذ ما قبل بداية الازمة، وحزب الله يشنف أذاننا بحلول سحرية وافتراضات يعتبرها هو أنها السبيل السهل للخروج من الازمات، فالفيول الايراني مثلا هو السبيل لحل ازمة الكهرباء المستعصية، والذهاب شرقا ( بغض النظر ان الشرق في مكان آخر )، هو الوسيلة الفضلى لحل ازمة المديونية وتحريك العجلة الاقتصادية المتعثرة ، وكذلك الحال ما قيل عن ترسيم الحدود البحرية وما سوف يعقب ذلك من هطول وتدفق للاموال والدولارات على اللبنانيين، (هذا اذا استثنينا حل الدخول الى اسرائيل وأخذ دولارات بنوكها كما جاء على لسان أحد جهابزة الحزب ) 

 

يضاف إلى كل تلك "الحلول السحرية"، ما جاء من عتب على دول الخليج التي لم تدفع للبنان بعض المئات من المليارات من أجل إنقاذه بالأخص أن حكام الخليج المساكين لا يعرفون ولا هم مدركون كيف يصرفون أموالهم وملياراتهم !!!!

 

وعندما يتبين أن كل هذه الاطروحات وغيرها لا تعدو أكثر من أضغاث أحلام ولا تشبه بوجه من الوجوه الحلول المرتقبة ممن يدعون أنهم أمناء على الدماء والارواح، وبكل بساطة يخرج علينا الامين العام لحزب الله ليخبرنا أن سبب تعثر كل الافكار "الخلاقة" والحلول "المبتكرة" إنما هي امرِيكا، هذا وكفى الله والناس شر القتال.


كنا نرد على العونيين سابقا، بأنه لو سلمنا جدلا أن المشروع العوني هو مشروع اصلاحي (وليس مشروع صفقات كما تبين)، ويريد حقا محاربة الفساد، فإن من الحماقة بمكان أن يعتقد العوني للحظة بأن الفاسدين سوف "يخلُوه"، وبالتالي فالتذرع بال "ما خلونا" هو عين الفشل والاخفاق والضعف، وليس شعارا تبريريا إلا عند السذج البسطاء، لأن المسؤول والحزب الطليعي هو من يفرض برنامجه الاصلاحي لا من ينتظر خصمه أو عدوه للسماح له بتنفيذه.

 

وكذلك نقول الآن للحزب وقيادته : القائد الحقيقي والمسؤول الحقيقي، هو من يجترح حلولا قابلة للتنفيذ بغض النظر عن المعترضين عليها والمعطلين لها، واما طرح الحلول والتذرع بعدها بال "ما خلونا" فهذا ناتج إما عن قصر نظر وإما عن رغبة في الابقاء على الازمات للاستفادة منها .... وفي كلا الحالتين فإن الحزب يتحمل هو مسؤولية كل الفشل والكوارث التي أوصلنا إليها .