ما هي الرسالة التي حملها عبد اللهيان إلى نصر الله؟
 
لم تأخذ زيارة وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان حيزا كبيرا في الاعلام اللبناني على عكس المتوقع، بالخصوص أنها أتت في ظل ازمة الفراغ الرئاسي وما يجره هذا الفراغ من تأزم في كل في كل المؤسسات الدستورية المعطلة والتي تزيد من تفاقم الازمات الحياتية على كل المستويات. الزيارة التي استمرت ايام والتي جال فيها عبد اللهيان على كل المسؤولين اللبنانيين والتي توجت بزيارته الى امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وهنا مربط الفرس، فالجميع يعرف أن المسؤوليين الايرانيين انما يحضرون الى لبنان والهدف الاساسي يكون لقاء رعيتهم وزعيم حزبهم وما يرافقها من زيارات ليست هي بالحقيقة الا للضرورايات البروتوكولية. ولا شك بأن زيارة وزير خارجية الولي الفقيه لها من المداليل السياسية التي سوف نتلمسها بالايام القليلة الاتية، وعليه فمن الضرورة بمكان معرفة او على الاقل التخمين بمضمون الرسالة التي حملها معه وأبلغها لأمين عام حزب الله، وهذا انما يكون عبر طريقتين أما أن نمتلك معلومات حقيقية ( وليس على طريقة صحفيي جريدة الاخبار الذين يعرفون ما يدور في الاجتماعات المغلقة بالبيت الابيض او في الديوان الملكي بالرياض ) وأما من خلال ربط بعض الاحداث والمواقف المتزامنة مع الزيارة. موقفين متمايزين تزامنا مع تلك الزيارة، الاول هو ما اعلنه عبد اللهيان نفسه والمتعلق بالعلاقة مع المملكة العربية السعودية وحديثه عن لقاء جرى مع وزير خارجية المملكة الامير فيصل بن فرحان على هامش قمة " بغداد 2 " وتأكيد الطرفين عن الاستعداد باستمرار الحوار بينهما. الحدث الثاني والذي لا يقل اهمية عن الاول هو ما جاء على لسان رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني ( المدعوم ايرانيا ) لجريدة "وول ستريت جورنال " واعلانه حاجة العراق الى استمرار تواجد القوات الاميركية على الاراضي العراقية والحرص على اظهار الودّ تجاه الولايات المتحدة والكشف عن رغبته بإرسال وفد رفيع المستوى الى واشنطن قريبا. تجدر الاشارة هنا بأن حديث السوداني جاء بمثابة رد على ما كان قاله أمين عام حزب الله في اطلالته الاخيرة عن "المقاومة العراقية" للقوات الاميركية وضرورة استمرارها ودعمها. فإذا ما جمعنا هاذين المعطيين، ندرك سريعا بأن حزب الله وقيادته ظهرت وكأنها تغرد خارج التوجهات الايرانية ومساراتها في هذه اللحظة وأدركنا حينها بأن هذا تحديدا ( لا معامل الكهربا ولا بواخر البنزين ) ما يقف خلف زيارة عبد اللهيان ولنستنتج بأن الرسالة التي حملها مبعوث الولي الفقيه لرابط لبنان هي .. بسلم عليك السيد القائد وبقلك: روقوها .