فاقمت خيبة المجلس النيابي في انتخاب رئيس جمهورية جديد للبلاد، منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وحتى اليوم، والمُترافقة مع "فضائح" الترسيم البحري مع إسرائيل( بعد تعليق عدوانيتها)، من أزمات الثنائية الشيعية التي باتت لا تملك حقّ فرض انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية اللبنانية، كما كان الحال في العام ٢٠١٦، عندما فرض حزب الله انتخاب الجنرال عون رئيساً للجمهورية، بالإضافة إلى أنّ لبنان في حال انهيارٍ شامل، بفضل حماية حزب الله للمنظومة السياسية الفاسدة التي تحكم البلد، وانخراطه مع القطب الثاني في الثنائية الشيعية(حركة أمل برئاسة نبيه بري) في مُجريات الفساد والمحاصصات ودهاليزها، وبعد الترسيم البحري مع إسرائيل لم يعد السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله حامي الديار والذمار، وزين المقاومة والممانعة في المنطقة العربية، وشعار "ولّى زمن الهزائم" قد اندثر مع فوز إسرائيل بحقل كاريش النفطي، مع حُصّة معتبرة من حقل قانا "اللبناني"، والرئيس نبيه بري دخل في مرحلة "أرذل العمر"، وبات من الصعب القول: لا فتى إلّا نبيه، ولا سيف إلّا ذو الفقار، وما عليه سوى أن يتحلّى بالصبر حتى يتمكن حزب الله من حلّ مشاكله مع حليفه جبران باسيل، والتي تفاقمت بعد انعقاد جلسة وزارية لحكومة ميقاتي، حتى باتت أحوال الثنائية الشيعية المُعتلّة تنتظر انفراجاتٍ إقليمية ودولية، تسمح بالبدء بمعالجة عِلّاتها المستعصية، أو تذهب إلى مُستقرّها الأخير، وسبحان من تعزّز بالبقاء.