رُوي أنّ ابنة القائد المغولي هولاكو، الذي اجتاح بغداد عام ١٢٥٨ للميلاد، وعاث فيها قتلاً وحرقاً وخراباً، تجٌول في شوارع بغداد،  فرأت قوماً يتحلّقون حول رجل دينٍ  يعظهم ويرشدهم، فقالت  لمُرافقيها: ماذا يفعل هذا الذي يجتمع الناس حوله؟ قالوا: يدعو لله، فقالت: ائتوني به مخفوراً، فجرّوه من رجله بعد أن نزعوا عمامته، وألقوه بين يديها، فقالت له: تدعو لله؟ قال نعم، قالت: لكنّ الله نصرنا عليكم، ولم ينصركم علينا، فقال لها: فكّي وثاقي حتى أُجيبك، فأمرت بفكّ  وثاقه، فقال لها: إذا شردت الخراف وتبعتها النّعاج، ولم يتمكن الراعي من لمِّ شعثها، وإعادتها للحظيرة، فماذا يفعل؟ ناشدتكِ الله أجيبيني، قالت: يُرسل كلابه ورائها، لكن ماذا تعني بذلك؟ قال: إجابة صائبة.

 


عندنا في لبنان، شرد الحُكّام والمسؤولون، وضلّوا ضلالاً مُبينا، استباحوا الحرمات، ونهبوا المال العام، حتى طالت أيديهم المال الخاص، وعتوا عتُوّاً عظيماً، بعد أن عاثوا خراباً ودماراً، ولم تسلم من شرّهم النفس الزكية التي حرّم الله قتلها، وتبعتهم في ذلك الخراف والنعاج، وهذا الشعب اللبناني الصابر الغافل لا يملك "كلاباً" رادعة، كي تكبح جماح الفاسدين الظالمين  ولم يبقَ أمامه يا ابنة هولاكو العظيم، سوى أن يدعو الله الذي نصركم على الخلافة العباسية، أن يُرسل "كلابه" لتطهير الأرض من هؤلاء الحكام العُتاة الظّلمة.