يبقى هنا، وبعد ان عرفنا بان شرعية مواقف الحزب مستمدة من السماء لا من الدستور ولا من رغبة اللبنانيين بذلك، يبقى علينا نحن المواطنيين اللبنانيين ان نخمّن لنعلم ماهية الارادة الالهية بموضوع تدخل الحزب المفاجىء بموضوع ترسيم الحدود هل هو الحرص على استخراج النفط اللبناني او فقط من اجل منع تدفق الغاز الى اوروبا قبل الخريف القادم ؟؟ حتى نعرف لوين الله وحزبو ماخدين لبنان .
 

إقحام الله تعالى اسمه وإدعاء السير بأوامره ووفق تكليفه ، في الحياة السياسية وبخيارات الانظمة والقادة، ليس بالامر الجديد، بل هو وسيلة متبعة منذ القرون الغابرة، مرورا بالعصور الوسطى واستبداد حكم الكنيسة ووصولا الى الامس وغدا.

 

 

بالطبع فإن الهدف وراء هذا الاقحام هو اضفاء القداسة من جهة، وبتر اي محاولة نقاش او اعتراض من جهة ثانية، بالاخص عندما يكون المدعي ضعيف الحجة والدليل الذي يحتاجه لفرض ارادته واخذ الناس وفق اهوائه وما يراه هو، ولا يخفى على متابع ان في الاعم الاغلب يكون هذا المدعي غارق بالنرجسية والشوفانية الى اقصى الحدود، حتى انه يصدّق مدعاه.

 

 

شهدنا حالات كثيرة من هذا القبيل، فالرئيس بوش الابن قالها صراحة بان غزو العراق كان بطلب مباشر من الله له، وها هي طائرات السوخوي التي كانت تدك بيوت الابرياء وتدمر على رؤوس الاطفال في سوريا كانت قبل انطلاقتها من روسيا ترش بالمياه المباركة من ايدي رهبان موسكو،، هذا في ايامنا اما في غور التاريخ فالامثلة على هذا الادعاء تكاد لا تنتهي.

 

 

 وبما اننا نعيش في ايام محرم الحرام، وفي اجواء واقعة كربلاء فلا يخفى ان عبيد الله بن زياد قاتل الامام الحسين قال للعقيلة زينب بعد احضارها سبية الى قصره وبحضور رأس الامام الحسين امامه وبحسب السردية الشيعية: " كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك" ؟؟؟ 

 


بمعنى ان قتل الحسين وأهل بيته كان بحسب ادعائه انما جرى بتكليف من الله !! وهكذا فاننا لا نكاد نسمع عن جريمة كبرى وقعت بالتاريخ او بالحاضر الا وحاول مرتكبوها ان يلصقوها زورا وبهتانا بالله، كأقصر طريقة للهروب من المحاسبة أو لاقناع اتباعهم بصحتها.

 

 

ومن هذا المنطلق فقد كان مستغربا جدا ما ورد على لسان امين عام حزب الله، بمعرض رده على سؤال من يسأله عن "مين كلفك حماية اللبنانيين " فيأتي الجواب سريعا واضحا "الله كلفني " 

 

 

صحيح ان السيد حاول تدارك ما خرج على لسانه واظهر ما يختلج في عقله، باعتبار ان "تكليف الله " له هو بمعنى ايمانه بالقيامة وخوفه من الوقوف بين يدي الله يوم الحساب الا ان النتيجة واحدة 


يبقى هنا، وبعد ان عرفنا بان "شرعية " مواقف الحزب مستمدة من السماء لا من الدستور ولا من رغبة اللبنانيين بذلك، يبقى علينا نحن المواطنيين اللبنانيين ان نخمّن لنعلم ماهية الارادة الالهية بموضوع تدخل الحزب المفاجىء بموضوع ترسيم الحدود هل هو الحرص على استخراج " النفط اللبناني " او فقط من اجل منع تدفق الغاز الى اوروبا قبل الخريف القادم ؟؟ حتى نعرف " لوين الله وحزبو ماخدين لبنان " .