تمكنت المملكة العربية السعودية بقيادة ولي العهد محمد إبن سلمان من فرض حضورها على الولايات المتحدة الأميركية بطريقة لم تكن متبعة في ظل ملوك آل سعود ممن تناوبوا على حكم المملكة وهذا ما كرّس الملك الجديد إبن الملك حاكماً عربياً لا سعودياً فقط . اذ أنّه تجرّاء على الإدارة الأميركية واستخفّ برئيسها ورفض الإبتزام بأوامره ولم يخضع للطلب الأميركي بزيادة إنتاج النفط .

 


حشد إبن سلمان العرب مشايخاً وملوكاً وأمراءً ورؤساءً  ليتكلم بإسمهم أمام الرئيس الأميركي الذي بدا غير مرتاح في زيارته فبانت له جدّة مختلفة تماماً عن تل أبيب وهذا ما دفع بالرئيس الأميركي إلى التعامل مع الملفات العربية الساخنة ببرودة تامة اذ أنّه لم يتقدم خطوة بإتجاه ما تريده الدول العربية والسعودية بوجه الخصوص وخاصة فيما يتعلق بإيران ودورها في المنطقة وسيطرتها الكاملة على دول فيها في ظل سياسة أميركية ناعمة إتجاه هذا الدور .

 


من الواضح أن إبن سلمان يطمح من خلال زيارة الرئيس الأميركي إلى موقف حاسم وحازم منه إتجاه إيران لهذا حاول إستغلال ضعف الرئيس الأميركي ومحاولة إبتزازه في المرحلة التي تتطلب نفطاً لمواجهة روسيا وتخسيرها لعبة الغاز لكنه لم يفلح في خلق قناعة أميركية جديدة لسياساتها في الشرق الأوسط إذ أنّها تعتمد على هذا التوزّع في موازين القوى ولا تريد الإخلال في ذلك بحيث تبقى إيران على ما هي عليه من نفوذ أوسطي كما هو حال دول أخرى مثل تركيا وطبعاً كما هو الكيان الإسرائيلي الذي يتمتع بنفوذ أميركي على حساب الجميع .

 


نحن أمام مطلب أميركي نفطي وأمام طلب سعودي سياسي – عسكري ولم يتم التوصّل بين صاحبي المطلبين إلى أي إتفاق يّذكر فلا الرئيس الأميركي بوارد التلبية المجنونه بالنسبة له لإبن سلمان بقطع دابر إيران في اليمن على وجه الخصوص ولا ولي العهد السعودي بوارد تلبية المطالب الأميركية لجهة زيادة إنتاج النفط بطريقة مجانية .

 


بنظر إدارة بايدن كل الجهود مبذولة لمواجهة روسيا كي لا تخرج من الحرب الأوكرانية منتصرة وهذا ما سيهزم أوروبا وينافس أميركا وكل سعيها يدور في الحلقة النفطية لتأمين الحاجات الأوروبية والأميركية لهذا ترعى المفاوضات اللبنانية – الإسرائيلية بدبلوماسية إيجابية كي تجعل من النفط الإسرائيلي حلاً سريعاً لأوروبا ولهذا تبتسم للعروض الإسرائيلية و العربية ولا تتماشى معها وترفض قيام أيّ عمل يغيّر من واقع المنطقة .

 


أميركا تريد تجميد الملفات والأوضاع وعدم تحريك أي ملف من الملفات سواء كانت ملفات متعلقة بالخلافات الإيرانية – العربية – الإسرائيلية أو ما هو مطروح لحل الحرب في اليمن والمشكلة السياسية في العراق والحلول المطروحة لسورية والتسوية الضرورية للبنان إضافة إلى أزمتي ليبيا و السودان .

 


السعودية تقف خلف مليكها القادم والقائل بأن زيادة النفط مقابل الحلول وفق الشروط العربية في حين أن أميركا تعتمد سياسة بايدن بأن زيادة النفط وإيصال الغاز لأوروبا أولوية قائمة على تجميد المنطقة على حروبها وخلافاتها .
بين أميركا والسعودية مصافحة كورونا أي الإلتزام الصحي بعدم السلام والبقاء في الحجز والحجر وأخذ الطعوم و المزيد من اللقاحات اللازمة ريثما تتبدّد أجواء الفيروس السياسي الذي يجتاج كل من أميركا و المملكة .