أمام هذه الوقائع يمكن الاستنتاج بان الرد المزلزل لحزب الله على الاعتداءات الاسرائيلية سيكون بدون ادنى شك فرض نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة العتيدة، يليه فرض رئيس جمهورية تابع للحزب، واذا ما تعذر هذا الرد فان الخيار الاخر المتوقع من الحزب ويكون اشد وقعا على العدو الاسرائيلي حتما سيكون فراغ حكومي يمتد الى فراغ رئاسي مدوي هذا في حال تمادت اسرائيل باستخراج غازنا .
 
صحيح ان إسرائيل تتصرف بكل طمأنينة وراحة بال وتسير قدما في عملية استخراخ الغاز من حقل كاريش، بدون اي اكتراث أو إلتفات لا الى معادلة جبران باسيل ( قانا مقابل كاريش )، ولا لتهديدات امين عام حزب الله بوقف عمل الباخرة اليونانية البريطانية " فورا " والا. فالخطوات الاسرائيلية تتقدم مسرعة في هذا السياق ان من خلال توقيع مذكرة التفاهم الثلاثي ( اسرائيل – مصر – الاتحاد الاوروبي ) لتصدير الغاز الى اوروبا،، او من خلال وضع اللمسات اللوجستية الاخيرة ومنها استقدام باخرة اضافية الى جانب الاولى ولزيادة الطين بلة، ورفع منسوب الاستفزاز الاسرائيلي ولا مبالاته، ما سُرّب عن رفض العدو لشروط لبنان بحدها الادنى والتي تتضمن تخلي السلطة والعهد عن حق لبنان بالخط 29 مما يفتح الباب على مصراعيه امام اجواء تصعيدية تنبىء بتدهور الاوضاع الامنية وصولا الى ما لا يُحمد عقباه. أمام هذه التطورات المتسارعة، يزداد الهمس واللمز، كما وتشخُص الانظار الى موقف حزب الله من هذه التطورات، ان لم نقل من هذا الاعتداء الموصوف على لبنان وثروته وترتفع الاحاديث والتساؤلات والتوقعات في الجلسات والسهرات الجنوبية حتى ان الحديث عن الحرب والرد وقصف الباخرة بات ينافس الى حد كبير الحديث اليومي عن الطاقة الشمسية وعدد اللوحات وانواع البطاريات وقوة الانفارتير وفاتورة الاشتراك . وبما ان السؤال الاول الان على السنة اهل الجنوب هو : في حرب ؟ هل سيسكت الحزب؟ متى سيقصف الباخرة ؟؟ كيف سيمنع الحزب تمادي اسرائيل ؟؟؟ وبالطبع يترافق مع كل هذه الاسئلة، تساؤلات بديهية مرافقة : لوين بدنا نفل؟ معك بنزين بالسيارة؟ كيف بدنا نتهجر طفرانين ؟ وغيرها العشرات من الاسئلة. هنا تجدني مضطرا للسعي واستطلاع الاجواء وبقدراتي المتواضعة للاجابة عن السؤال المحوري : كيف سيرد الحزب ؟ وبعملية استقراء بسيطة ومتابعة لتصريحات ومواقف قيادات الحزب ونوابه في الحسينيات ومجالس التعزية، يمكن ببساطة الوصول الى محصلة تستند الى سياقات الكثير من المواقف التي تلت الاعتداءات في سوريا وليس اخره تدمير مطار دمشق، او على الاغتيالات شبه اليومية في ايران مرورا بتدمير قافلة في العراق الذي شهد تبدل كبير بمشهده السياسي لمصلحة المحور الايراني باستقالة نواب الكتلة الصدرية بعد ثمانية اشهر من الانتخابات ومن الفراغ الحكومي وهذا كله جرى بسبب الضغط الايراني الواضح. أمام هذه الوقائع يمكن الاستنتاج بان الرد المزلزل لحزب الله على الاعتداءات الاسرائيلية سيكون بدون ادنى شك فرض نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة العتيدة، يليه فرض رئيس جمهورية تابع للحزب، واذا ما تعذر هذا الرد فان الخيار الاخر المتوقع من الحزب ويكون اشد وقعا على العدو الاسرائيلي حتما سيكون فراغ حكومي يمتد الى فراغ رئاسي مدوي هذا في حال تمادت اسرائيل باستخراج غازنا .