فبعيدا عن الهوبرات والعنتريات، امام لبنان خيارين لا ثالث لهما، الاول ان يشتري غازه المستخرج من حقل كاريش عن طريق مصر، او الدخول في شراكة ثلاثية، تحدد من خلالها حصة لبنان وبالتالي فرض الاستحصال عليها مجانا وعن طريق مصر ايضا، فاذا كنتم تسمون هذه الشراكة تطبيعا، فانا اسميها طبيع مقاوم، لانك بذلك تفرض على العدو التنازل عن حقق الذي سوف ينهبه امام عينيك كما فلسطين والقدس والجولان، وانت تتغنى بشعارات اكل الزمان عليها وشرب .
 

آن لنا الخروج من شرنقة المصطلحات والشعارات الرنانة التي تحاكي عواطفنا ومشاعرنا فقط، فعطلت لدينا لغة العقل والمنطق والواقعية المبنية اساسا على ركيزة المصالح قبل أي شيء آخر، ولفّتنا لعقود طويلة فمنعت عنا الرؤية ولم تنتج الا المزيد والمزيد من الهزائم والتخلف، ولاسرائيل المزيد من التقدم والازدهار.

 

 

أهون المقاربات لأزمة الحدود بين لبنان واسرائيل المطروحة الآن على الطاولة، هي إعادة اجترار اللاءات الثلاثة، ( لا تنقيب لا استخراج  لا مشاركة ) على غرار لاءات منظمة التحرير المعروفة ( لا صلح لا تفاوض لا اعتراف )، تلك اللاءات التي خسرتنا القرارات الدولية وحل الدولتين وقبل هذا وذاك خسرتنا القدس والمسجد الاقصى.

 


اذا كنا نرفض اي عملية طبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، تحت اعتبار ان الطبيع هو حاجة اسرائيلية ومصلحة يبتغيها ويستفيد منها اكثر بكثير مما قد يخدم القضية الفلسطينية العادلة ومصالح الشعب الفلسطيني المظلوم، فإن رفض التطبيع حينئذ امرا مفهوما ومستساغا ومطلوبا لانه يوضع في خانة " الطبيع الاستسلامي "، أو التطبيع الخياني " 

 

 

أما في الحالة اللبنانية الآن، وبمناسبة الحديث عن الثروة النفطية والغازية تحديدا، وما افرزته الحرب الروسية الاوكرانية، وتعطش السوق الاوروبية والعالمية الى الغاز، وما يحتويه حقل كاريش من كمية مهولة للبنان حصة فيها حتما، يصح القول هنا ان رفع شعار محاربة التطبيع وبالتالي التخلي عن حصة لبنان تحت مسمى المعادلة الخنفشارية ( قانا مقابل كاريش ) هو الخيانة بعينها وليس العكس 

 

فالمطلوب هنا، على عكس ما هو سائد، ومع لحاظ حاجة السوق الدولية الى الغاز وعجز لبنان من استخراجه وبيعه الا لسنوات، هو ان نفرض نحن على العدو نوعا من انواع " التطبع المقاوم "، كأن نقبل بدخول طرف ثالث ( مصر على سبيل المثال )، نستطيع  من خلاله استنقاذ حقنا من الثروة الغازية، لان رفض الشراكة هنا هو اقصى من تتمناه اسرائيل.

 

 

فبعيدا عن الهوبرات والعنتريات، امام لبنان خيارين لا ثالث لهما، الاول ان يشتري غازه المستخرج من حقل كاريش عن طريق مصر، او الدخول في شراكة ثلاثية، تحدد من خلالها حصة لبنان وبالتالي فرض الاستحصال عليها مجانا وعن طريق مصر ايضا، فاذا كنتم تسمون هذه الشراكة تطبيعا، فانا اسميها طبيع مقاوم، لانك بذلك تفرض على العدو التنازل عن حقق الذي سوف ينهبه امام عينيك كما فلسطين والقدس والجولان، وانت تتغنى بشعارات اكل الزمان عليها وشرب .