لا اعلم ان كان السيد وجمهوره يدرك هذه الحقيقة، وبان الحديث عن الثروة النفطية من دون تهيئة كل مقدمات اسباب الاستفادة منها، و(اولها وفي طليعتها حل ازمة سلاحه خارج الدولة)، وتسييلها اموالا واعتبارها خشبة الخلاص، وبالوقت عينه يعمل ليل نهار من خلال سياساته وتحالفاته وتموضعه وادائه على تحويل هذا النفط والاستفادة منه الى ما يشبه حكايات العجائز، فان كان يعلم، فالجريمة افظع، وان كان لا يعلم فتلك جريمة... واظن انه لا يعلم .
 
لطالما سمعنا بالمثل الشعبي القديم الذي يصف ذلك الرجل الداهية والقادر على ايهام زبونه بوعود سرابية لا تمت الى الواقع والحقيقة باية صله، وعن قدرة ذلك الرجل "الحرقبوق " او المتوهم انه ذكي فكان يقال عنه اما لسخرية محاولاته غش الاخرين واما للتحذير من الوقوع في حكاياته السرابية فكان يضرب فيه المثل على انه : " يبع السمك بالبحر " بالامس امين عام حزب الله، تفوق على ذلك التاجر، وعرض على اللبنانيين هذه المرة ان يبيعهم " نفط بالبحر " فاطل على الناس في " عيد التحرير " ال22، مكتشفا فجأة وعلى غير عادته كل ما يعاني منه هذا اللبنان، محذرا للمرة الاولى بان " الدولة اللبنانية ذاهبة الى الانهيار " ( انتصار وانهيار !! )، المهم، عارضا عليهم الحل الاقتصادي السحري، الذي لم يلتفت اليه احد ولم يخطر على بال اي من رجالات الاقتصاد في لبنان وسائر المشرق، حين جاء بالخبر الصاعق والصادم ان في بحر لبنان ثروة نفطية وغازية تقدر بمليارات الدولارات فاذا ما تم استخراجها وبيعها فانها كفيلة بانتهاء الجحيم الاقتصادي الذي نحن فيه. كعادته صفق الجمهور منتشيا ، وذهب الى بيته راضيا مرضيا، متطمئنا الى قادم ايامه فعاد الى بيته سيرا ( السيارة بدون بنزين ) ومشى في الشوارع المظلمة بين اكوام النفايات، وادخل المفتاح في الباب على ضوء التلفون، وجلس على كرسيه بدون ان يطلب من زوجته وضع الطعام لانه يدرك ان لا خبز في المنزل ولا طعام ،،،، إلا أن هذا كله لم يمنعه من التلذذ بلحظات " العزة والكرامة " الذي هو فيه! بالاخص انه قد أضيف لهم الان الشعور بالغنى والثراء، كيف لا وهو يعيش في بلد نفطي غاب عن ذهن هذا الجمهور البسيط ما غيبه عنهم سيدهم ، ان النفط والغاز وكي تتحول الى " ثروة " لا يكفي وجودهم في البحر ولا حتى على وجه الارض، وان النفط يحتاج الى شركات عالمية لاستخراجه، ومن ثم يحتاج الى اسواق لتشتريه وبعد ذلك وقبله يحتاج الى سلطة امينة على ادارته ويحتاج ويحناج الى مقدمات لها اول وليس لها اخر وبالطبع كلها غير متوفرة في لبنان، وان الثروة النفطية بدون كل ذلك تصبح حالها كحال الكهرباء نسمع عنها ولا نراها او نشعر بها تماما كالبلاد النفطية عند محور السيد ( ايران – فنزويلا – العراق – شمال سوريا ... )، حيث تعوم على النفط وتغرق هي في الفقر والعوز. لا اعلم ان كان السيد وجمهوره يدرك هذه الحقيقة، وبان الحديث عن الثروة النفطية من دون تهيئة كل مقدمات اسباب الاستفادة منها، و(اولها وفي طليعتها حل ازمة سلاحه خارج الدولة)، وتسييلها اموالا واعتبارها خشبة الخلاص، وبالوقت عينه يعمل ليل نهار من خلال سياساته وتحالفاته وتموضعه وادائه على تحويل هذا النفط والاستفادة منه الى ما يشبه حكايات العجائز، فان كان يعلم، فالجريمة افظع، وان كان لا يعلم فتلك جريمة... واظن انه لا يعلم