حزب الله الان يلعب نفس اللعبة ويغامر بنفس الطريقة، ولم تسمح له نرجسيته واستقوائه من التعلم ولو على حساب ما تبقى من جثة هذا الوطن واوجاع المواطنيين فبجوجلة سريعة لسير الامور والتمعن ولو قليلا بمجريات العملية الانتخابية وافرازاتها وما سبقها، ندرك ان حزب الله تقصد وعن سابق اصرار وتصميم من منح قوى الثورة انتصارات وهمية، محدودة ومدروسة باتقان، وبمساعدة أذرعه داخل قوى الثورة والمجتمع المدني ( الشيوعي – نحاس – بعض المستقليين )، مع التأكيد ان الخروقات المسموح بها محرمة على المقاعد الشيعية،وهكذا يستطيع ان يخرج علينا السيد نصر الله مرة جديدة ليقول ان الاكثرية لم تعد معنا، ويحمّل مرة جديدة المسؤولية للطرف الآخر بجلب الاموال والمساعدات من دون ان يخسر امساكه الحقيقي بالقرار بإعادة فرض الرئيس بري لرئاسة المجلس ومن خلاله الابقاء على كل مشاريع القوانين الاصلاحية بالجارور والامساك لاحقا بشكل الحكومة ورئيس الجمهورية العتيد.
 
ما كنا نقوله قبل الانتخابات، ونخوّن من قبل جمهور حزب الله بسببه ( الاولوية للازمات الداهمة – الاقلاع عن لغة التخوين – مد اليد للتعاون مع الجميع بعيدا عن الخصومات ... ) ، ها هو الامين العام يقوله ولكن بعد انتهاء الانتخابات، والفرق بين توقيت القولين بسيط جدا، ففي الحالة الاولى يكون القول صادقا ويعبر عن قناعة تامة في ضرورة انقاذ البلد، اما في الثانية فلا يغدو اكثر من تذاكي ومناورة لا تسمن ولا تحل ازمة، وهنا تكمن الخطورة بعد نزول الناس الى الشوارع، واعلانها الصريح عن رفضها واشمئزازها من سياسات النهب والسرقة والمحاصصة وعن إدخال لبنان بالمحور الايراني، والمطالبة بإسقاط حكومة سعد الحريري والعهد المشؤوم. في 17 تشرين، تصدى امين عام حزب الله للناس ووقف بجبته وعمامته ليحمي العهد والحكومة والمنظومة بكل وضوح وصراحة، ولم يكتف بهذا، بل حاول ان يتذاكى بلعبة ساهمت بالاسراع في تدمير ما تبقى من مقومات البلد عبر فرض حكومة حسان دياب المسخ، من اجل تحقيق هدفين كان يتطلع الحزب اليهما، اولا امتصاص نقمة الشارع بالقول ان تلك الحكومة هي حكومة " تكنوقراط " وهذا كان واحد من مطالب الناس الغاضبة، وثاني الاهداف هي محاولة خداع المجتمع الدولي والعربي باسلوب اقرب الى الاسلوب الولادي عبر تقديم حكومة حسان دياب بأنها حكومة مستقلة ومن اختصاصيين على امل عودة المساعدات الخليجية، ولكن سرعان ما افتضحت هذه اللعبة السمجة، وليظهر قبح تلك الحكومة وما سببته من دمار كارثي عجل بالوصول الى الجحيم الذي نحن فيه للأسف. حزب الله الان يلعب نفس اللعبة ويغامر بنفس الطريقة، ولم تسمح له نرجسيته واستقوائه من التعلم ولو على حساب ما تبقى من جثة هذا الوطن واوجاع المواطنيين فبجوجلة سريعة لسير الامور والتمعن ولو قليلا بمجريات العملية الانتخابية وافرازاتها وما سبقها ، ندرك ان حزب الله تقصد وعن سابق اصرار وتصميم من منح " قوى الثورة " انتصارات وهمية، محدودة ومدروسة باتقان، وبمساعدة أذرعه داخل قوى الثورة والمجتمع المدني ( الشيوعي – نحاس – بعض المستقليين )، مع التأكيد ان الخروقات المسموح بها محرمة على المقاعد الشيعية،وهكذا يستطيع ان يخرج علينا السيد نصر الله مرة جديدة ليقول ان الاكثرية لم تعد معنا، ويحمّل مرة جديدة المسؤولية للطرف الآخر بجلب الاموال والمساعدات من دون ان يخسر امساكه الحقيقي بالقرار بإعادة فرض الرئيس بري لرئاسة المجلس ومن خلاله الابقاء على كل مشاريع القوانين الاصلاحية بالجارور والامساك لاحقا بشكل الحكومة ورئيس الجمهورية العتيد. يبقى السؤال الكبير هنا: متى سيتعلم الحزب ان الاوطان لا تدار بمثل هذه الالاعيب، وان اوضاع الناس واوجاعها لا يمكن ان تنتظر لقاءات عبد اللهيان لا في فيينا ولا في العراق ولا حتى في الامارات ؟