هذا النائب كما كتلته لم ينجح الا في الاكاذيب وتضليل المجتمع حتى بتنا وكأننا في مسرحية تشبه الى حد بعيد مسرحية الممثل عادل امام ( شاهد ما شفش حاجة ) ولكن هذه المرة مسرحية سوداء درامية بدل تلك الكوميدية الجميلة، بطلها نائب ما شرع حاجة لجمهور من المشاهدين، يشاهد ويبكي ويجوع ، وينتخب فقط لانه لم يعد يملك اي حاجة .
 

إستوقفتني كثيرا صورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين السابقين لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، الصورة مقسمة الى قسمين في القسم الاول النائب الممانع محمد رعد وهو يفتتح مشروع لجر المياه  في قرية زوطر ( قضاء النبطية ) ويستفيد منه مجموعة من القرى المجاورة، جهّز للعمل على الطاقة الشمسية وممول من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية ( USAID) وامامه حشد من اهالي المنطقة والصحفيين.

 

 

 اما القسم الثاني من الصورة فللنائب الممانع نفسه ولكن هذه المرة من على منبر احدى حسينيات الجنوب وفي مناسبة تأبينية كما جرت العادة يقف هذا النائب ليخبر الناس أن " اميركا محاصرتنا، وتمنع عنا المياه والكهرباء ةتريد تجويعنا " 

 

 

هذه الصورة بشقيها، تختصر الى حد كبير تجربة محمد رعد النيابية ومن خلفه مسيرة الحزب الذي ينتمي اليه "سعادة" النائب، والقائمة اساسا على الاكاذيب ونكران الواقع والدجل على الناس، فمحمد رعد هذا والمتواجد في الندوة البرلمانية منذ تسعينيات القرن الماضي تخبرنا جمعية "الدولية للمعلومات " بان عدد مشاريع القوانين التي ساهم في اقرارها ( تقديما او امضاءا )، هي صفر ، 

 


بمعنى اخر، فان هذا النائب المخضرم جدا والذي امضى معظم حياته نائبا وخلال الاربع سنوات السابقة اي الفترة النيابية الاخيرة لم يقدم محمد رعد اي مشروع قانون، ولم يوقع على اي مشروع قانون،، في حين ان مهمة النائب الاساسية والاولى هي التشريع واصدار القوانين التي تساهم في تحسين حياة اللبنانيين 

 


ليطل علينا هذا المشرّع الفاشل، مبررا فشله وفشل كتلته وحلفاءه الذين يشكلون الاكثرية النيابية والذين يتحملون هم  كل ما وصلنا اليه من انحدار ومأساة وتدهور اقتصادي، ليكذب على الناس ويضع الائمة على "اميركا " والحصار الاميركي الذي لا وجود له الا في كتاب اكاذيب محمد رعد واقرانه الكذبة، وفي لحظة افتتاح مشروع حيوي في المنطقة التي يمثلها انتخابيا ممول من اميركا التي " تحاصرنا " نفسها.

 

 

والمضحك المبكي في الموضوع ان محمد رعد هذا هو مرشح حزب الله في الانتخابات القادمة والتي من المفترض ان تجري في 15 ايار القادم، وفي حال نجاحه كما هو متوقع يكون قد مر على وجوده في الندوة البرلمانية 34 عاما من عمر هذا الوطن الذي يحتضر امام اعيوننا ، 34 عاما عجاف لم يساهم وجوده الا بالمزيد من البؤس والالم والفقر، هذا النائب كما كتلته لم ينجح الا في الاكاذيب وتضليل المجتمع حتى بتنا وكأننا في مسرحية تشبه الى حد بعيد مسرحية الممثل عادل امام ( شاهد ما شفش حاجة ) ولكن هذه المرة مسرحية سوداء درامية بدل تلك الكوميدية الجميلة، بطلها نائب " ما شرع حاجة " لجمهور من المشاهدين، يشاهد ويبكي ويجوع ، وينتخب فقط لانه لم يعد " يملك اي حاجة " .