لم ير الحزب ضرورة او حاجة للاعتذار من جمهوره واتباعه الذين صدقوا وعوده السابقة ونكثه بها، وانما هرب الى الامام فقفز الى الخلف، ليستحضر للمرة المليون عنوان المقاومة المستهلكة اصلا، والتي لم تعد بكل اسف تدغدغ مشاعر الجمهور الجائع، ولا الاتباع المأزومين بأبسط ضرورات الحياة الكريمة من كهربا وأكل ودواء ومدرسة وجامعه وووو، فوجد لا بد ان يضيف اليها بعضا من صواريخه ...... الذكية انتخابيا . فهل سوف يصدقه الاتباع من جديد؟
 

كنت كتبت منذ ايام وعبّرت عن رغبة شخصية عارمة مصحوبة بفضول استباقي لمعرفة الشعار الانتخابي والخطابات التي سوف ترافق الحملة الانتخابية عند حزب الله، لإعادة إقناع جمهوره وشد عصبه تمهيدا لخوض الانتخابات القادمة، مع الاخذ بعين الاعتبار ان الشعار الاساسي الذي من خلاله حصد الحزب اصوات الشيعة عام 2018 والتي كان عمادها  واساسها ومحورها "محاربة الفساد"!! والذي لم يثبت (بعد الانتخابات)عدم صحته فقط، وانما اداء الحزب كان في السنوات الاربعة الماضية على النقيض تماما.

 

 

فقد عمل الحزب بكل ما أوتي من قوة ومن ماكينة إعلامية بكل متفرعاتها (من وسائل الاعلام ومواقع التواصل ووصولا الى اصغر حسينية ومسجد) الى حماية ورعاية واحتضان والدفاع عن منظومة الفساد بعد ان كادت تتهافت اركانها يوم 17 تشرين 2019، فأطل في اليوم الثالث السيد ودثر المنظومة بعباءته وعمامته ومقاتليه فاهتزت هذه المنظومة من جديد وربت واستمرت في مواقعها.... وانهار البلد.

 


 
أطل بالامس سماحته، ليعلن شعار حملته الانتخابية القادمة واشبع فضولي ، فاستعاد نفس الشعار السابق "نحمي ونبني" مضيفا عليه اصرارا غير مفهوم وعبارة مستهجنة غريبة عن واقع الحال تقول "سنبقى نحمي ونبني" هذا في لحظة الانهيار الكبير حيث لم يحم فقيرا ولم يبن دمارا !!!!! الا انه حسنا فعل هذه المرة انه لم يأت على ذكر الفساد والمفسدين والفاسدين، ولا محاربة الفساد ولا مقاومة الفساد كما قاومنا الاحتلال، وهذا للصراحة يحسب له، ويعتبر بمثابة إقرار منه ان هذا "الشعار"، استنفذ وادى قسطه للعلى في الانتخابات الفائتة.

 

 

صحيح ان هذا التراجع والانكفاء والفشل المتوقع اصلا والمعلوم عند كل ذي عقل، يعيد الحزب ودعايته الانتخابية القادمة الى موقعه الطبيعي والصحيح والاكثر صدقا، لأن الحزب وعلى مر الزمن لم يعتبر للحظة واحدة ان مشكلة لبنان وازمته ومعضلته وعدوه الاول هو الفساد والفاسدين، وبالتالي لم يكن لواء "محاربة الفساد" الا همروجة فارغة صدقها البسطاء والسذج، إذ كيف لحزب أن يحارب أدواته ومصادر قوته؟؟!! 

 

 

أمام هذا التحول، لم ير الحزب ضرورة او حاجة للاعتذار من جمهوره واتباعه الذين صدقوا وعوده السابقة ونكثه بها، وانما هرب الى الامام فقفز الى الخلف، ليستحضر للمرة المليون عنوان "المقاومة" المستهلكة اصلا، والتي لم تعد بكل اسف تدغدغ مشاعر الجمهور الجائع، ولا الاتباع المأزومين بأبسط ضرورات الحياة الكريمة من كهربا وأكل ودواء ومدرسة وجامعه وووو، فوجد لا بد ان يضيف اليها بعضا من صواريخه ...... الذكية انتخابيا . فهل سوف يصدقه الاتباع من جديد؟