ينحاز العرب و المسلمون في اللحظة الأوكرانية الجهنمية الى روسيا ويرون في بوتين قاتل أطفال سوريا والشيشان وأذربيجان ومهدّد الدول الإسلامية التي تريد التحرّر من السياسات الروسية بعد أن جعلها الإتحاد السوفياتي جثثاً هامدة لا حياة فيها يأتي وريث العرش الروسي كي يفرض بالقوّة نفسها عصا الطاعة عليها .

 


العرب و المسلمون هنا جماعات العصبيات و الإيديولوجيات والحزبويات والميليشاويات مقابل الجهاز الرسمي في الأمّة العربية – الإسلامية من أنظمة وشبكات و تشكيلات ترى الحق دائماً مع أوروبا و أميركا وفي الحالة الأوكرانية لا لُبس في الحق اذ انه واضح  وجلي من خلال تقدّم شهية بوتين في العمر تماماً كما كبرت شهيت صدّام حسين في العمر وقرّر قضم الكويت. 

 


بين العربين تمشي عربة القيصر الروسي على حفاف نار من شأنها إمّا أن تأكل الأحصنة و العربة أو أن تأكله أو أن تنال من الإثنين معاً في حين أن الحماس العربي الأوّل يتمنى ما تتمناه العربة لا ما تشتهيه النار فيضع ما يضعه لنفسه دائماً من خيال مفتوح على الإنتصارات النرجسية فيصنع لروسيا وقزمها قيصرية مجيدة تتحطّم عند أسوارها علوج الأميركان .

 


لم تغب اللحظة العربية عن الحدث الأوكراني سواء عن بُعد أو عن قُرب حتى الرئيس الروسي وفي مقابلاته المباشرة كان يُعيب على أميركا إسقاطها لطاغية ليبيا معمر القذافي واعتبر ذلك بمنتهى الغباء الأميركي الذي لم يصل بعد الى الذكاء الروسي بالحفاظ على هذه الإيقونات التي تشبه بوتين من معمر القذافي الى الأسد الى صدام حسين وقد شدّد أكثر من مرة الرئيس الروسي على شهامة أبي عُدي وكان رافضاً لأي خطوة دولية ضدّ طواغيت العرب سواء في المشرق العربي أو في المغرب منه بل على العكس ذهب مباشرة الى سورية للدفاع عن طاغية دون أن يكون هناك أفقاً للحلّ أو ان يكون هناك مشروعاً لنقل السلطة في سورية بل أصرّ بوتين على جعل الإله العربي كامل الصلاحيات .

 


ينظر الثورجيون العرب الى انتصار روسيا وهم في حماماتهم وينظر الرسميون العرب الى انتصار أميركا وهم في قصورهم في حرب لا أدّعي إنّها حاصلة لإني أعلم جيداً إمكانيات روسيا الهائلة للهروب من الحروب من وجه الولايات المتحدة وثمّة ثروة لدى بوتين يريد أن يتمتع بها بعيد غيابه السياسي وثمّة سلطة يتمتع بها حالياً وقد جعلت منه قيصر المافيات الروسية التي تملك ثروات لا تملكها أوروبا وهي لا تحتاج الى حروب مدمرة لها كما أن بوتين لا يريد أن ينهي حياته السياسية لاجئًا أو منقاداً كأسلافه الى محاكم جرائم الحرب فهو يملك من القوّة ما يجعله أحرص على السلم مع عدو أميركي يجعل من خصمه عبرة لا تنسى كما هم أمثال بوتين من مستبدين أوروبين وأمريكيين وآسياويين وأفريقيين وعرب .

 


البحث عن الثروة والإمتلاك غير المشروع لها وبواسطة الإحتلال المباشر تؤكد ذهنية بوتين العربية لا الأوروبية وفي ممارسته للسلطة وفي تجميعه للثروات وفي ترفه وفي بذخه وفي قناعاته الراسخة بحديدية السلطة ومركزية القرار خيارات عربية غير أوروبية وفي استخدامه الدين لصالح سلطانه كلها نزعات جعلت من بوتين شخصاً يعيش في داخله كل دكتاتور حيّاً كان أوميّتاً وانظروا الى كل من يدافع عن بوتين فإمّا يكون مستبداً أوهو مشروع طاغية .